mountada el samare
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

: من روائع سورة يــس

اذهب الى الأسفل

 : من روائع سورة يــس Empty : من روائع سورة يــس

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مايو 13, 2014 12:33 am

من روائع سورة يس



بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل

أشياء كثيرة يراها الإنسان كل يوم أمامه، وقد لا يلتفت إليها ولكن في داخلها أسرار وعجائب لا تنتهي. فقد دأبتُ على تأمل أي شيء له علاقة بكتاب الله تعالى، فكانت الآيات تستوقفني بالتأمل والتدبّر، وكلما سمعتُ آية من كتاب الله أجدني خاشعاً أمام ثقل كلماتها ومعانيها. فالذي يكرس كل حياته واهتمامه وتفكيره لهذا القرآن ويصبح القرآن كل شيء في حياته، فإن هذا سيؤدي إلى التفاعل والانسجام والتلذذ بسماع آيات القرآن. باختصار شديد أصبحت هوايتي ومتعتي وسروري وأجمل لحظات حياتي، عندما أعيش مع نص من نصوص القرآن أتأمله ساعات طويلة، فهذا هو قمة السعادة بالنسبة لي بعدما أكرمني الله تعالى بحفظ هذا القرآن والتعرف على تفاسيره وأحكامه ومعجزاته وعجائبه.
قصة
وقد كان لي قصة مع نص قصير جداً من نصوص القرآن ولكنه كبير جداً بروائعه. فقد كنتُ ذات مرة عائداً من سفر وقد علّق سائق الحافلة لوحة مخطوط عليها قوله تعالى: (يس والقرآن الحكيم)، وقد كُتبت تحته سورة يس كاملة بخط جميل.
هذا النص الكريم شدّني ولفت انتباهي وأسَرَ تفكيري، ووجدتُ نفسي أطيل التفكير فيه وأحسّ بأن كلماته قد رتبها الله تعالى بنظام بديع وعجيب. واستمر هذا النظر والتدبّر طيلة الطريق.
لقد عدتُ من هذا السفر إلى مدينتي ولكن الكلمات التي سحرتني بقيت في ذاكرتي: (يس والقرآن الحكيم). وأول عمل قمتُ به هو كتابة كلمات الله هذه وإعادة النظر إليها والتفكّر في دلالاتها. وانتابني إحساس قوي بأن هذه الكلمات فيها علاقة مذهلة مع ما تتحدث عنه وهو القرآن.
فالحديث هنا عن (القرآن الحكيم) ولا بدّ أن يكون هنالك علاقة بين حروف هذه الآية والقرآن. وبدأت رحلة من الدراسة العلمية لهذا النص القرآني، من خلال عدّ كلماته وحروفه. وبالرغم من صعوبة المهمة إلا أن الإصرار على اكتشاف معجزة فيه كان يبقيني محاولاً ومتابعاً. فنحن أمام أربع كلمات فقط، ولكل كلمة عدد محدد من الحروف:
فالكلمة الأولى هي (يس) وعدد حروفها هو (2).
الكلمة الثانية هي (و) وهذه واو العطف التي تعدّ كلمة مستقلة لأنها تُكتب منفصلة عما قبلها وما بعدها، وعدد حروفها كما نرى هو (1).
والكلمة الثالثة هي (القرآن) وعدد حروفها كما كتبت في كتاب الله تعالى هو (6) أحرف.
والكلمة الرابعة هي (الحكيم) وهي تتألف من (6) أحرف أيضا.
دلالات

لقد تعلمتُ شيئاً من أبحاث الإعجاز الرقمي التي قمت بها وهو أن الآية الكريمة يوجد بينها وبين ما تدل عليه علاقة وترابط، وهذا من إحكام القرآن، وهذا ما اكتشفته بالفعل. فنحن نعلم بأن سورة يس هي قلب القرآن كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه صلوات الله وسلامه. ونعلم بأن سورة يس هي من السور المميزة في القرآن والتي تبدأ بحروف مقطعة أو مميزة حيّرت المفسّرين وأعيت الباحثين وبقيت سراً غامضاً، لا ندري قد يمنّ الله على عبد من عباده باكتشاف هذا السر.
لقد قمتُ بكتابة النص الكريم وعبّرت عن كل كلمة بعدد حروفها، وذلك بهدف إيجاد النظام المحكم. وعلاقة هذا النظام بما تتحدث عنه الآية وهو القرآن. فإذا نتجت علاقة رياضية كهذه فهذا دليل ملموس على أنه لا مصادفة في كتاب الله، وأن هذا سيكون أحد تحديات القرآن للبشر أن يأتوا بمثله أو ينظموا كلمات تأتي حروفها منضبطة مع ما تعبر عنه.
كتبتُ النص وتحت كل كلمة عدد حروفها كما رُسمت في القرآن كما يلي:
يس و القرآن الحكيم
2 1 6 6
في هذه اللوحة الرائعة لدينا سطر من الكلمات وسطر من الأرقام، كل رقم يعبر عن حروف كلمة، ونحن بلغة الكلام نقول (يس والقرآن الحكيم)، لنفهم من ذلك القسم الإلهي يقسم بالقرآن ويصفه بالحكيم. أما لغة الأرقام فنستطيع أن نقرأ (6612) أي ستة آلاف وست مئة واثنا عشر، وهذا العدد هو مصفوف حروف كلمات النص،وهذا العدد يمثل سلسلة رقمية لا يمكن لأحد أن يشك فيها أو ينكرها.
فالعدد 6612 يمثل عدد حروف كل كلمة حسب تسلسلها في النص القرآني، ولم نجمع الأرقام لئلا يختفي هذا التسلسل. فكما نرى العدد 6612 نرى فيه حروف كل كلمة، بينما مجموعه وهو 15 لا نرى فيه هذا التسلسل بل نرى الناتج النهائي، والسر يكمن في تسلسل هذه الكلمات وعدد حروف كل منها.
سؤال حيّرني!
ولكن السؤال الذي استغرق أشهراً للإجابة عنه: ما هي العلاقة بين العدد 6612 وبين القرآن؟؟ وبعد كثير من التأمل قمتُ بمعالجة هذا العدد وتحليله رقمياً وكانت المفاجأة، أن العدد الذي يعبر عن حروف النص الذي يتحدث عن القرآن يتناسب مع عدد سور القرآن الـ 114!!! وإليك التفاصيل.
إن العدد 6612 يساوي بالتمام والكمال 114 مضروباً في 58 وبكلمة أخرى:
6612 = 114 × 58
إذن العدد الذي يمثل حروف (يس والقرآن الحكيم) جاء من مضعفات العدد 114 وهو عدد سور القرآن الحكيم. ولكن ماذا عن العدد 58 الناتج معنا في المعادلة؟؟ وهل له علاقة بالقرآن؟؟
لقد استغرق هذا الأمر مني بحثاً طويلاً في كلمات القرآن وتكرارها، وكانت المفاجأة من جديد، فقد وجدتُ بأن كلمة (قرآن) قد تكررت في القرآن 58 مرة!!! وهكذا أصبحت المعادلة مقروءة على الشكل التالي:
إن العدد الذي يمثل حروف النص الذي يتحدث عن القرآن يساوي عدد سور القرآن في عدد مرات تكرار (قرآن) في القرآن! وسبحان الله الحكيم العليم، هل جاءت هذه الأرقام الدقيقة جميعها بالمصادفة؟ أم أن الله بعلمه وحكمته وقدرته هو الذي نظّمها وأحكمها ورتبها؟
قلب القرآن
ولكن كنتُ دائماً أعتقد بأن معجزات هذا النص وغيره من نصوص القرآن لا تنقضي، ومهما بحثنا فسوف نجد إعجازاً مذهلاً. وكنتُ أتذكر حديث الرسول الكريم عن سورة يس وأنها قلب القرآن، فقلت: هل يمكن أن نجد دلالة لهذه التسمية أي(قلب القرآن)؟
فنحن أمام عدد كما رأينا يمثل حروف النص وهو 6612 والسؤال: ماذا يحدث إذا قمنا بقلب هذا العدد؟ ونحن نعلم أن كلمة (قلب) جاءت من التقلّب وتغيير الاتجاه وعكسه، أي هل يمكن أن نجد مدلولاً لمقلوب العدد 6612 ؟
عندما نقرأ هذا العدد بالاتجاه المعاكس يصبح 2166 ألفان ومئة وستة وستون، والسؤال: هل توجد علاقة بين هذا العدد وبين القرآن الكريم؟ وهذا تطلّب مني جهداً وبحثاً ولكن النتيجة كانت مذهلة. فقد تبيّن بأن هذا العدد من مضاعفات العدد 114 الذي يمثل عدد سور القرآن! ويمكن أن نكتب العلاقة الرياضية التالية:
2166 = 114 × 19
إنها نتيجة مذهلة حقاً أن نجد العدد الذي يمثل حروف نص يتحدث عن القرآن يأتي مضاعفاً لعدد سور القرآن كيفما قرأناه، ولكن ماذا عن العدد 19 الناتج الأخير وماذا يمثل، ونحن نعلم بأن لكل رقم في كتاب الله دلالات واضحة؟
وبدأت رحلة من البحث من جديد للإجابة عن هذا التساؤل والذي يتضمن مدلول الرقم 19 وعلاقته بسورة يس. ولم يمض إلا عدد من الأيام حتى تبيّن لي بأن رقم سورة (يس) بين السور ذات الفواتح هو 19، واكتملت بذلك دلالات هذه المعادلة.
نلخص ما رأيناه
والآن لنكتب هذا النص الكريم وعدد حروف كل كلمة من كلماته ونقرأ العدد ومقلوبه:
يس و القرآن الحكيم
المعادلة الأولى:
6612 = 114 × 58
العدد عدد سور القرآن تكرار كلمة (قرآن) في القرآن
المعادلة الثانية:
2166 = 114 × 19
مقلوب العدد عدد سور القرآن ترتيب (قلب القرآن) في القرآن
ويمكن القول الآن:
إن العدد الذي يمثل حروف النص الذي يتحدث عن القرآن (يس والقرآن الحكيم) يساوي عدد سور القرآن في عدد مرات ذكر كلمة (القرآن) في القرآن، وعندما قلبنا نفس العدد أصبح مساوياً لعدد سور القرآن في ترتيب سورة (يس) أي قلب القرآن!!!
وأمام هذه الحقيقة الرقمية التي لا يمكن لأحد أن يجحدها ينبغي على كل مؤمن أن ينحني خشوعاً أمام عظمة هذا القرآن، كما ينبغي على كل منكر للقرآن أن يعيد حساباته ويفكّر في هذه الأرقام: هل جاءت على سبيل المصادفة؟ أم أن الله الذي أنزل القرآن هو الذي رتبها وأحكمها لتكون دليلاً مادياً على صدق كلامه وصدق رسالته؟
لذلك نجد أن الآية التي جاءت بعد هذا النص مباشرة هي خطاب للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، تؤكد صدق هذا النبي وأنه مرسل من الله تعالى، وأنه على حق وعلى صراط مستقيم، وأن كل كلمة نطق بها هي تنزيل من الله العزيز برغم إنكار الملحدين لكتابه، والرحيم بهم برغم معصيتهم وشِركهم. واستمع معي إلى هذه الكلمات الرائعة: (يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) [يس: 1-5].
ملاحظات
لقد قمنا بعدّ الحروف كما تُكتب في القرآن وليس كما تُلفظ، وهذا منهج ثابت في أبحاث الإعجاز الرقمي.
كذلك نعدّ واو العطف كلمة مستقلة وتأخذ مرتبة مستقلة، لأنها تُكتب مستقلة عما قبلها وما بعدها، ونحن نعلم من قواعد العربية أن الكلمة اسم وفعل وحرف، والواو هنا مع أنها حرف عطف أو أداة قسَم إلا أنها تعدّ كلمة مثلها مثل أية كلمة أخرى.
أما طريقة صف الأرقام وفق هذا النظام العشري له أساس رياضي فيما يسمى بالسلاسل العشرية، حيث يتضاعف كل حد على سابقة عشر مرات.
تكررت كلمة (القرآن) في القرآن كله 49 مرة، وكلمة (قرآن) 9 مرات، والمجموع 58 مرة، أما كلمة (قرآناً) و(قرآنه) فلم تُحسبا، لأننا كما تعاملنا في النص الكريم مع الحروف المرسومة، كذلك نتعامل في تكرار الكلمات مع الحروف المرسومة، ونحصي كلمة (قرآن) معرَّفة وبدون تعريف، دون أن نحصي ملحقات الكلمة.
إن السور المميزة أو التي تبدأ بحروف مقطعة عددها في القرآن 29 سورة، وتأتي سورة (يس) بين هذه السور حسب ترتيب السور في الرقم 19.
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 835
تاريخ التسجيل : 29/03/2014
الموقع : gmail.forumalgerie.net

https://gmail.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 : من روائع سورة يــس Empty رد: : من روائع سورة يــس

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مايو 13, 2014 12:34 am

: كروية الأرض
كروية الأرض

إن القرآن كلام الله المتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة . ومعنى ذلك أنه لا يجب أن يحدث تصادم بينه وبين الحقائق العلمية في الكون .. لأن القرآن الكريم لا يتغير ولا يتبدل ولو حدث مثل هذا التصادم لضاعت قضية الدين كلها .. ولكن التصادم يحدث من شيئين عدم فهم حقيقة قرآنية أو عدم صحة حقيقة علمية .. فإذا لم نفهم القرآن جيدا وفسرناه بغير ما فيه حدث التصادم .. وإذا كانت الحقيقة العلمية كاذبة حدث التصادم .. ولكن كيف لا نفهم الحقيقة القرآنية ؟ .. سنضرب مثلا لذلك ليعلم الناس أن عدم فهم الحقيقة القرآنية قد تؤدي إلى تصادم مع حقائق الكون .. الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز : ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا )سورة الحجر : 19 .. المد معناه البسط .. ومعنى ذلك أن الأرض مبسوطة .. ولو فهمنا الآية على هذا المعنى لا تّهمنا كل من تحدّث عن كروية الأرض بالكفر خصوصا أننا الآن بواسطة سفن الفضاء والأقمار الصناعية قد استطعنا أن نرى الأرض على هيئة كرة تدور حول نفسها .. نقول إن كل من فهم الآية الكريمة ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) بمعنى أن الأرض مبسوطة لم يفهم الحقيقة القرآنية التي ذكرتها هذه الآية الكريمة .. ولكن المعنى يجمع الإعجاز اللغوي والإعجاز العلمي معا ويعطي الحقيقة الظاهرة للعين والحقيقة العلمية المختفية عن العقول في وقت نزول القرآن . عندما قال الحق سبحانه وتعالى : ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) أي بسطناها .. أقال أي أرض ؟ لا.. لم يحدد أرضا بعينها .. بل قال الأرض على إطلاقها .. ومعنى ذلك أنك إذا وصلت إلى أي مكان يسمى أرضا تراها أمامك ممدودة أي منبسطة .. فإذا كنت في القطب الجنوبي أو في القطب الشمالي .. أو في أمريكا أو أوروبا أو في افريقيا أو آسيا .. أو في أي بقعة من الأرض .. فأنك ترها أمامك منبسطة .. ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية .. فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو مسدسة أو على أي شكل هندسي آخر .. فإنك تصل فيها إلى حافة .. لا ترى أمامك الأرض منبسطة .. ولكنك ترى حافة الأرض ثم الفضاء .. ولكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة في كل بقعة تصل إليها هي أن تكون الأرض كروية .. حتى إذا بدأت من أي نقطة محددة على سطح الكرة الأرضية ثم ظللت تسير حتى عدت إلى نقطة البداية .. فإنك طوال مشوارك حول الأرض ستراها أمامك دائما منبسطة .. وما دام الأمر كذلك فإنك لا تسير في أي بقعة على الأرض إلا وأنت تراها أمامك منبسطة وهكذا كانت الآية الكريمة ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) لقد فهمها بعض الناس على أن الأرض مبسوطة دليل على كروية الأرض .. وهذا هو الإعجاز في القرآن الكريم .. يأتي باللفظ الواحد ليناسب ظاهر الأشياء ويدل على حقيقتها الكونية . ولذلك فإن الذين أساءوا فهم هذه الآية الكريمة وأخذوها على أن معناها أن الأرض منبسطة .. قالوا هناك تصادم بين الدين والعلم .. والذين فهموا معنى الآية الكريمة فهما صحيحا قالوا إن القرآن الكريم هو أول كتاب في العالم ذكر أن الأرض كروية وكانت هذه الحقيقة وحدها كافية بأن يؤمنوا .. ولكنهم لا يؤمنون
وهكذا نرى الإعجاز القرآني .. فالقائل هو الله .. والخالق هو الله .. والمتكلم هو الله .. فجاء في جزء من آية قرآنية ليخبرنا إن الأرض كروية وأنها تدور حول نفسها .. ولا ينسجم معنى هذه الآية الكريمة إلا بهاتين الحقيقتين معا .. هل يوجد أكثر من ذلك دليل مادي على أن الله هو خالق هذا الكون ؟ ثم يأتي الحق سبحانه وتعالى ليؤكد المعنى في هذه الحقيقة الكونية لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يُري خلقه آياته فيقول : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ )سورة الزمر : 5 .. وهكذا يصف الحق سبحانه وتعالى بأن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير .. وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معا فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير .. إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية . بحيث يكون نصف الكرة مظلما والنصف الآخر مضيئا وهذه حقيقة قرآنية أخرى تذكر لنا أن نصف الأرض يكون مضيئا والنصف الآخر مظلما ..فلو أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض غير متساويين في المساحة . بحيث كان أحدهما يبدو شريطا رفيعا .. في حين يغطي الآخر معظم المساحة , ما كان الاثنان معا على هيئة كرة .. لأن الشريط الرفيع في هذه الحالة سيكون في شكل مستطيل أو مثلث أو مربع .. أو أي شكل هندسي آخر حسب المساحة التي يحتلها فوق سطح الأرض .. وكان من الممكن أن يكون الوضع كذلك باختلاف مساحة الليل والنهار .. ولكن قوله تعالى Sad يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل ) دليل على أن نصف الكرة الأرضية يكون ليلا والنصف الآخر نهارا وعندما تقدم العلم وصعد الإنسان إلى الفضاء ورأى الأرض وصورها ..وجدنا فعلا أن نصفها مضئ ونصفها مظلم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى : فإذا أردنا دليلا آخر على دوران الأرض حول نفسها لابد أن نلتفت إلى الآية الكريمة في قوله تعالى ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) سورة النمل : 88 .. عندما نقرأ هذه الآية ونحن نرى أمامنا الجبال ثابتة جامدة لا تتحرك نتعجب .. لأن الله سبحانه وتعالى يقول Sad تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ) ومعنى ذلك أن رؤيتنا للجبال ليست رؤية يقينيه .. ولكن هناك شيئا خلقه الله سبحانه وتعالى وخفى عن أبصارنا .. فمادمنا نحسب فليست هذه هي الحقيقة .. أي أن ما نراه من ثبات الجبال وعدم حركتها .. ليس حقيقة كونية .. وإنما إتقان من الله سبحانه وتعالى وطلاقة قدرة الخالق .. لأن الجبل ضخم كبير بحيث لا يخفى عن أي عين .. فلو كان حجم الجبل دقيقا لقلنا لم تدركه أبصارنا كما يجب .. أوأننا لدقة حجمة لم نلتفت إليه هل هو متحرك أم ثابت .. ولكن الله خلق الجبل ضخما يراه أقل الناس إبصارا حتى لا يحتج أحد بأن بصره ضعيف لا يدرك الأشياء الدقيقة وفي نفس الوقت قال لنا أن هذه الجبال الثابتة تمر أمامكم مر السحاب . ولماذا استخدم الحق سبحانه وتعالى حركة السحب وهو يصف لنا تحرك الجبال ؟ .. لأن السحب ليست ذاتية الحركة .. فهي لا تتحرك من مكان إلى آخر بقدرتها الذاتية .. بل لابد أن تتحرك بقوة تحرك الرياح ولو سكنت الريح لبقيت السحب في مكانها بلا حركة .. وكذلك الجبال . الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعرف أن الجبال ليست لها حركة ذاتية أي أنها لا تنتقل بذاتيتها من مكان إلى آخر .. فلا يكون هناك جبل في أوروبا , ثم نجده بعد ذلك في أمريكا أو آسيا .. ولكن تحركها يتم بقوة خارجة عنها هي التي تحركها .. وبما أن الجبال موجودة فوق الأرض .. فلا توجد قوة تحرك الجبال إلا إذا كانت الأرض نفسها تتحرك ومعها الجبال التي فوق سطحها . وهكذا تبدو الجبال أمامنا ثابتة لأنها لا تغير مكانها .. ولكنها في نفس الوقت تتحرك لأن الأرض تدور حول نفسها والجبال جزء من الأرض , فهي تدور معها تماما كما تحرك الريح السحاب .. ونحن لا نحس بدوران الأرض حول نفسها ... ولذلك لا نحس أيضا بحركة الجبال وقوله تعالى : ( وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) معناها أن هناك فترة زمنية بين كل فترة تمر فيها .. ذلك لأن السحاب لا يبقى دائما بل تأتى فترات ممطرة وفترات جافة وفترات تسطع فيها الشمس .. وكذلك حركة الجبال تدور وتعود إلى نفس المكان كل فترة . وإذا أردنا أن نمضي فالأرض مليئة بالآيات .. ولكننا نحن الذين لا نتنبه .. وإذا نبه الكفار فإنهم يعرضون عن آيات الله ... تماما كما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حين قال له الكفار في قوله تعالى : ( وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً ) سورة الإسراء : 90 - 91 .. وكان كل هذا معاندة منهم .. لأن الآيات التي نزلت في القرآن الكريم فيها من المعجزات الكثيرة التي تجعلهم يؤمنون ..

المصدر " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي


--------------------------------------------------------------------------------
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 835
تاريخ التسجيل : 29/03/2014
الموقع : gmail.forumalgerie.net

https://gmail.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 : من روائع سورة يــس Empty رد: : من روائع سورة يــس

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مايو 13, 2014 12:36 am

أُلقِيَت هذه الآيات في المؤتمر العلمي للإعجاز القرآني

بسم الله الرحمن الرحيم



الموضوع طويل ولكن والله يستاهل لنزيد من ايماننا بالله عز وجل ونتمعن فى

قدرة جل وعلا عموما



الاول

قال الله عز وجل { ثٌمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاْءِ وَهِيَ دُخَاْنٌ }( فصلت

: 11)

أُلقِيَت هذه الآيات في المؤتمر العلمي للإعجاز القرآني الذي عقد في القاهرة

و لما سمع البروفيسور الياباني ( يوشيدي كوزاي) تلك الآية نهض مندهشاً و

قال لم يصل العلم و العلماء إلى هذه الحقيقة المذهلة إلا منذ عهد قريب

بعد أن التَقَطِت كاميرات الأقمار الاصطناعية القوية صوراً و أفلاماً حية تظهر

نجماً و هو يتكون من كتلة كبيرة من الدخان الكثيف القاتم ثم أردف قائلاً

إن معلوماتنا السابقة قبل هذه الأفلام و الصور الحية كانت مبنية على

نظريات خاطئة مفادها أن السماء كانت ضباباً و قال بهذا نكون قد أضفنا

إلى معجزات القرآن معجزة جديدة مذهلة أكدت أن الذي أخبر عنها هو الله

الذي خلق الكون قبل مليارات السنين .



الثانى

قال الله عز وجل{ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِيْنَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَوَاْتِ وَ

الأَرْضَ كَاْنَتَاْ رَتْقَاً

فَفَتَقْنَاْهُمَاْ }(الأنبياء

: 3)

لقد بلغ ذهول العلماء في مؤتمر الشباب الإسلامي الذي عقد في الرياض 1979م

ذروته عندما سمعوا الآية الكريمة و قالوا: حقاً لقد كان الكون في بدايته

عبارة عن سحابة سديمية دخانية غازية هائلة متلاصقة ثم تحولت بالتدريج

إلى ملايين الملايين من النجوم التي تملأ السماء .عندها صرح البروفيسور

الأمريكي (بالمر) قائلاً إن ما قيل لا يمكن بحال من الأحوال أن ينسب إلى شخص

مات قبل 1400 سنة لأنه لم يكن لديه تليسكوبات و لا سفن فضائية تساعد على

اكتشاف هذه الحقائق فلا بد أن الذي أخبر محمداً هو الله و قد أعلن

البروفيسور(بالمر) إسلامه في نهاية المؤتمر.



الثالث

3 قال الله عز وجل{ وَ جَعَلْنَاْ مِنَ المَاْءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاْ

يُؤْمِنُوْنَ }(الأنبياء :30)

و قد أثبت العلم الحديث أن أي كائن حي يتكون من نسبة عالية من ا لماء و

إذا فقد 25 بالمائة من مائه فإنه سيقضي نحبه لا محالة لأن جميع التفاعلات

الكيماوية داخل خلايا أي كائن حي لا تتم إلا في وسط مائي. فمن أين

لمحمد صلى الله عليه و سلم بهذا



الرابع

قال الله { وَ السَّمَاْءَ بَنَيْنَاْهَاْ بِأَيْدٍ وَ إِنَّا لَمُوْسِعُوْنَ

}(الذاريات : 47)

و قد أثبت العلم الحديث أن السماء تزداد سعة باستمرار

فمن أخبر محمداً صلى الله عليه و سلم بهذه الحقيقة في تلك العصور المتخلفة؟

هل كان يملك تليسكوبات و أقماراً اصطناعية؟

أم أنه وحي من عند الله خالق هذا الكون العظيم؟

أليس هذا دليلاً قاطعاً على أن هذا القرآن حق من الله.



الخامس

قال الله عز وجل{ وَ الشَّمْسُ تَجْرِيْ لِمُسْتَقَرٍّ لَهَاْ ذَلِكَ

تَقْدِيْرٌ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ }



يس : 38

و قد أثبت العلم الحديث أن الشمس تسير بسرعة 43200 ميل في الساعة و بما

أن المسافة بيننا وبين الشمس 92مليون ميل فإننا نراها ثابتة لا تتحرك و

قد دهش بروفيسور أمريكي لدى سماعه تلك الآية القرآنية و قال إني لأجد

صعوبة بالغة في تصور ذلك العلم القرآني الذي توصل إلى مثل هذه الحقائق

العلمية التي لم نتمكن منها إلا منذ عهد قريب

..



السادس

قال الله عز وجل{ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقَاً

حَرَجَاً كَأَنَّمَاْ يَصَّعَّدُ فِيْ

السَّمَاْءِ } (الأنعام : 125)

و الآن عندما تركب طائرة و تطير بك و تصعد في السماء بماذا تشعر؟ ألا

تشعر بضيق في الصدر؟ فبرأيك من الذي أخبر محمداً صلى الله عليه و سلم بذلك

قبل 1400 سنة؟

هل كان يملك مركبة فضائية خاصة به استطاع من خلالها أن يعرف هذه الظاهرة

الفيزيائية؟

أم أنه وحي من الله تعالى؟

قف وتفكر يا عبد الله



السابع

قال الله عز وجل{ وَ آيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَاْرَ

فَإِذَاْ هُمْ مُظْلِمُوْنَ }(

يس : 37)

و قال عز وجل{ وَ لَقَدْ زَيَّنَّاْ السَّمَاْءَ الدُّنْيَاْ بِمَصَاْبِيْحَ

}(الملك : 5)

حسبما تشير إليه الآيتان الكريمتان فإن الكون غارق في الظلام الداكن و إن

كنا في وضح النهار على سطح الأرض ، و لقد شاهد العلماء الأرض و باقي

الكواكب التابعة للمجموعة الشمسية مضاءة في وضح النهار بينما

السموات

من حولها غارقة في الظلام فمن كان يدري أيام محمد صلى الله عليه و سلم أن

الظلام هو الحالة المهيمنة على الكون ؟

و أن هذه المجرات و النجوم ليست إلا مصابيح صغيرة واهنة لا تكاد تبدد ظلام

الكون الدامس المحيط بها فبدت كالزينة و المصابيح لا أكثر؟ و عندما قُرِأَت

هذه الآيات على مسمع احد العلماء الامريكيين بهت و ازداد إعجابه إعجاباً و

دهشته دهشة بجلال و عظمة هذا القرآن و قال فيه لا يمكن أن يكون هذا

القرآن إلا كلام مصمم هذا الكون وخالقه، العليم بأسراره و دقائق أنه الله

وقد نطق بها.



الثامن

قال الله عز وجل{ وَ جَعَلْنَاْ السَّمَاْءَ سَقْفَاً مَحْفُوْظَا }ً(الأنبياء

: 32)

قد أثبت العلم الحديث وجود الغلاف الجوي المحيط بالأرض و الذي يحميها من

الأشعة الشمسية الضارة و النيازك المدمرة فعندما تلامس هذه النيازك الغلاف

الجوي للأرض فإنها تستعر بفعل احتكاكها به فتبدو لنا ليلاً على شكل كتل

صغيرة مضيئة تهبط من السماء بسرعة كبيرة قدرت بحوالي 150 ميل في



الثانية ثم تنطفئ بسرعة و تختفي و هذا ما نسميه بالشهب

فمن أخبر محمداً صلى الله عليه و سلم بأن السماء كالسقف تحفظ الأرض من

النيازك و الأشعة الشمسية الضارة؟

أليس هذا من الأدلة القطعية على أن هذا القرآن من عند خالق هذا الكون

العظيم؟



التاسع

قال الله عز وجل{ وَ الْجِبَاْلَ أَوْتَاْدَاً }(النبأ : 7)

و قال جل وعلا { وَ أَلْقََى فِيْ الأَرْضِ رَوَاْسِيَ أَنْ تَمِيْدَ بِكُمْ

}( لقمان :10)

بما أن قشرة الأرض و ما عليها من جبال و هضاب و صحاري تقوم فوق الأعماق

السائلة و الرخوة المتحركة المعروفة باسم (طبقة السيما) فإن القشرة

الأرضية و ما عليها ستميد و تتحرك باستمرار و سينجم عن حركتها تشققات و

زلازل هائلة تدمر كل شيء .. و لكن شيئاً من هذا لم يحدث.. فما السبب؟

سبحان الله

لقد تبين منذ عهد قريب أن ثلثي أي جبل مغروس في أعماق الأرض و في (طبقة

السيما) و ثلثه فقط بارز فوق سطح الأرض لذا فقد شبه الله تعالى الجبال

بالأوتاد التي تمسك الخيمة بالأرض كما في

الآية السابقة ، و قد أُلقِيَت هذه

الآيات في مؤتمر الشباب الإسلامي الذي عقد في الرياض عام 1979 و قد ذهل

البروفيسور الأمريكي (بالمر) و العالم الجيولوجي الياباني (سياردو) و

قالا ليس من المعقول بشكل من الأشكال أن يكون هذا كلام بشر و خاصة أنه قيل

قبل 1400 سنة لأننا لم نتوصل إلى هذه الحقائق العلمية إلا بعد دراسات

مستفيضة مستعينين بتكنولوجيا القرن العشرين التي لم تكن موجودة في عصر

ساد فيه الجهل و التخلف كافة أنحاء الأرض) كما حضر النقاش العالم (فرانك

بريس) مستشار الرئيس الأمريكي (كارتر) و المتخصص في علوم الجيولوجيا و

البحار و قال مندهشاً لا يمكن لمحمد أن يلم بهذه المعلومات و لا بد أن

الذي لقنه إياها هو خالق هذا الكون ، العليم بأسراره و قوانينه و

تصميماته



العاشر

قال الله عز وجل{ وَ تَرَى الْجِبَاْلَ تَحْسَبُهَاْ جَاْمِدَةً وَ هِيَ

تَمُرُّ مَرَّ السَّحَاْبِ صُنْعَ اللهِ

الَّذِيْ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } (النمل : 88)

الكل يعلم أن الجبال ثابتة

في مكانها ، و لكننا لو ارتفعنا عن الأرض

بعيداً عن جاذبيتها و غلافها الجوي فإننا سنرى الأرض تدور بسرعة هائلة (100

ميل في الساعة) و عندها سنرى الجبال و كأنها تسير سير السحاب أي أن

حركتها ليست ذاتية بل مرتبطة بحركة الأرض تماماً كالسحاب الذي لا يتحرك

بنفسه بل تدفعه الرياح ، و هذا دليل على حركة الأرض ،

فمن أخبر محمداً صلى الله عليه و سلم بهذا ؟ أليس الله ؟



الحادى عشر

قال الله عز وجل{ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَاْنِ*بَيْنَهُمَاْ بَرْزَخٌ

لاْ يَبْغِيَاْنِ }(الرحمن)

لقد تبين من خلال الدراسات الحديثة أن لكل بحر صفاته الخاصة به و التي

تميزه عن غيره من البحار كشدة الملوحة و الوزن النوعي للماء حتى لونه

الذي يتغير من مكان إلى آخر بسبب التفاوت في درجة الحرارة و العمق و

عوامل أخرى ، و الأغرب من هذا اكتشاف الخط الأبيض الدقيق الذي يرتسم

نتيجة التقاء مياه بحرين ببعضهما و هذا تماماً ما ذكر في الآيتين

السابقتين ، و عندما نوقش هذا النص القرآني مع عالم البحار

الأمريكي

البروفيسور (هيل) و كذلك العالم الجيولوجي الألماني (شرايدر) أجابا

قائلين أن هذا العلم إلهي مئة بالمئة و به إعجاز بيّن و أنه من المستحيل

على إنسان أمي بسيط كمحمد أن يلم بهذا العلم في عصور ساد فيها التخلف و

الجهل .



الثانى عشر

قال الله عز وجل{ وَ أَرْسَلْنَاْ الرِّيَاْحَ لَوَاْقِحَ }(سورة الحجر : 22)

و هذا ما أثبته العلم الحديث إذ أن من فوائد الرياح أنها تحمل حبات

الطلع لتلقيح الأزهار التي ستصبح فيما بعد ثماراً، فمن أخبر محمداً صلى الله

عليه و سلم بأن الرياح تقوم بتلقيح الأزهار؟ أليس هذا من الأدلة التي

تؤكد أن هذا القرآن كلام الله ؟



الثالث عشر

قال الله عز وجل{ كُلَّمَاْ نَضَجَتْ جُلُوْدُهُمْ بَدَّلْنَاْهُمْ جُلُوْدَاً

غَيْرَهَاْ لِيَذُوْقُواْ الْعَذَاْبَ }

(النساء : 56)

و قد أثبت العلم الحديث أن الجسيمات الحسية المختصة بالألم و الحرارة

تكون موجودة في طبقة الجلد وحدها، و مع أن الجلد سيحترق مع ما تحته من

العضلات و غيرها

إلا أن القرآن لم يذكرها لأن الشعور بالألم تختص به طبقة

الجلد وحدها. فمن أخبر محمداً بهذه المعلومة الطبية؟ أليس الله ؟



الرابع عشر

قال الله عز وجل{ أَوْ كَظُلُمَاْتٍ فِيْ بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاْهُ مَوْجٌ

مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ

سَحَاْبٌ ظُلُمَاْتٌ بَعْضُهَاْ فَوْقَ بَعْضٍ إِذَاْ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ

يَكُدْ يَرَاْهَاْ وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ

لَهُ نُوْرَاً فَمَاْلَهُ مِنْ نُّوْر}(النور : 40)

لم يكن بإمكان الإنسان القديم أن يغوص أكثر من 15 متر لأنه كان عاجزاً عن

البقاء بدون تنفس أكثر من دقيقتين و لأن عروق جسمه ستنفجر من ضغط الماء

و بعد أن توفرت الغواصات في القرن العشرين تبين للعلماء أن قيعان

البحار شديدة الظلمة كما اكتشفوا أن لكل بحر لجي طبقتين من المياه،

الأولى عميقة و هي شديدة الظلمة و يغطيها موج شديد متحرك و طبقة أخرى

سطحية و هي مظلمة أيضاً و تغطيها الأمواج التي نراها على سطح البحر، و قد

دهش العالم الأمريكي (هيل) من عظمة هذا

القرآن و زادت دهشته عندما نوقش

معه الإعجاز الموجود في الشطر الثاني من الآية ((سَحَاْبٌ ظُلُمَاْتٌ

بَعْضُهَاْ فَوْقَ

بَعْضٍ إِذَاْ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكُدْ يَرَاْهَاْ)) و قال إن مثل هذا

السحاب لم تشهده

الجزيرة العربية المشرقة أبداً و هذه الحالة الجوية لا تحدث إلا في شمال

أمريكا و روسيا و الدول الاسكندنافية القريبة من القطب و التي لم تكن

مكتشفة أيام محمد صلى الله عليه و سلم و لا بد أن يكون هذا القرآن كلام الله)



الخامس عشر

قال الله عز وجل{ غُلِبَتِ الرُّوْمُ*فِيْ أَدْنَى الأَرْضِ }( الروم :2-3)

أدنى الأرض:البقعة الأكثر انخفاضاً على سطح الأرض و قد غُلِبَت الروم في

فلسطين قرب البحر الميت, ولما نوقشت هذه الآية مع العالم الجيولوجي

الشهير (بالمر) في المؤتمر العلمي الدولي الذي أقيم في الرياض عام 1979

أنكر هذا الأمر فوراً و أعلن للملأ أن هناك أماكن عديدة على سطح الأرض أكثر

انخفاضاً فسأله العلماء أن يتأكد من معلوماته، و من مراجعة مخططانه

الجغرافية

فوجئ العالم (بالمر) بخريطة من خرائطه تبين تضاريس فلسطين و

قد رسم عليها سهم غليظ يشير إلى منطقة البحر الميت و قد كتب عند قمته

(أخفض منطقة على سطح الأرض) فدهش البروفيسور و أعلن إعجابه و تقديره و

أكد أن هذا القرآن لا بد أن يكون كلام الله .



السادس عشر

قال الله عز وجل{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِيْ سَحَاْبَاً ثُمَّ

يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاْمَاً

فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاْلِهِ وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاْءِ

مِنْ جِبَاْلٍ فِيْهَاْ مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيْبُ

بِهِ مَنْ يَشَاْءُ وَ يَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاْءُ يَكَاْدُ سَنَاْ

بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَاْرِ}( النور :

43)

يقول العلماء: يبدأ تكون السحب الركامية بعدة خلايا قليلة كنتف القطن

تدفعها الرياح لتدمج بعضها في بعض مشكلة سحابة عملاقة كالجبل يصل

ارتفاعها إلى 45ألف قدم و تكون قمة السحابة شديدة البرودة بالنسبة إلى

قاعدتها، و بسبب هذا الاختلاف في درجات الحرارة تنشأ دوامات

تؤدي إلى

تشكل حبات البرد في ذروة السحابة الجبلية الشكل كم تؤدي إلى حدوث

تفريغات كهربائية تطلق شرارات باهرة الضوء تصيب الطيارين في صفحة

السماء بما يسمى (بالعمى المؤقت) و هذا ما وصفته الآية تماماً. فهل لمحمد

صلى الله عليه و سلم أن يأتي بهذه المعلومات الدقيقة من عنده؟



السابع عشر

قال الله عز وجل{ وَ لَبِثُواْ فِيْ كَهْفِهِمْ ثَلاْثَ مِائَةٍ سِنِيْنَ وَ

ازْدَاْدُواْ تِسْعَاً }(

الكهف : 25)

المقصود في الآية أن أصحاب الكهف قد لبثوا في كهفهم 300 سنة شمسية و 309

سنة قمرية، و قد تأكد لعلماء الرياضيات أن السنة الشمسية أطول من السنة

القمرية بـ 11يوماً، فإذا ضربنا الـ 11يوماً بـ 300 سنة يكون الناتج 3300

و بتقسيم هذا الرقم على عدد أيام السنة (365) يصبح الناتج 9 سنين.

فهل كان بإمكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يعرف مدة مكوث أهل

الكهف بالتقويم القمري و الشمسي ؟



الثامن عشر

قال الله عز وجل{ وَ إِنْ يَسْلُبُهُمُ الذُّبَاْبُ شَيْئَاً لاْ

يَسْتَنْقِذُوْهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّاْلِبُ وَ المطْلُوْبُ }(الحج : 73)

و قد أثبت العلم الحديث وجود إفرازات عند الذباب بحيث تحول ما تلتقطه

إلى مواد مغايرة تماماً لما التقطته لذا فنحن لا نستطيع معرفة حقيقة

المادة التي التقطتها و بالتالي لا نستطيع استنفاذ هذا المادة منها

أبداً. فمن أخبر محمداً بهذا أيضاً؟أليس الله عز وجل العالم بدقائق الأمور هو

الذي أخبره؟



التاسع عشر

قال الله عز وجل{ وَ لَقَدْ خَلَقْنَاْ الإِنْسَاْنَ مِنْ سُلاْلَةٍ مِنْ

طِيْنٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاْهُ نُطْفَةً فِيْ

قَرَاْرٍ مَكِيْنٍ*ثُمَّ خَلَقْنا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَاْ

الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَاْ الْمُضْغَةَ

عِظَاْمَاً فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمَاً ثُمَّ أَنْشَأْنَاْهُ خَلْقَاً

آخَرَ فَتَبَاْرَكَ اللهُ أَحْسَنُ

الْخَاْلِقِيْنَ }(المؤمنون : 11-13)

قال الله جل وعلا{ يَاْ أَيُّهَاْ النَّاْسُ إِنْ كُنْتُمْ فِيْ رَيْبٍ مِنَ

الْبَعْثِ فَإِنَّاْ خَلَقْنَاْكُمْ مِنْ

تُرَاْبٍ ثُمَّ

مِنْ نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِن ْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَ

غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ }

(الحج : 5)

وهنا من هتين الايتين يتبين لنا ان خلق الإنسان يتم على مراحل على وهى :



*التراب: و دليل ذلك أن كافة العناصر المعدنية و العضوية التي يتركب

منها جسم الإنسان موجودة في التراب و الطين و الدليل الثاني أنه بعد

مماته سيصير تراباً لا يختلف عن التراب في شيء

* النطفة: و هي التي تخرق جدار البويضة و ينجم عن ذلك البيضة الملقحة

(النطفة الأمشاج) التي تحرض الانقسامات الخلوية التي تجعل النطفة الأمشاج

تنمو و تتكاثر حتى تصبح جنيناً متكاملاً كما في قوله تعالى{ إِنَّاْ

خَلَقْنَاْ

الإِنْسَاْنَ مِنْ نُّطْفَةٍ أَمْشَاْجٍ}(الإنسان:2)

* العلقة: بعد الانقسامات الخلوية التي تحدث في البيضة الملقحة تتشكل

كتلة من الخلايا تشبه في شكلها المجهري ثمرة التوت (العلقة) و التي

تتميز بقدرتها العجيبة على التعلق على جدار الرحم لتستمد الغذاء اللازم

لها من الأوعية

الدموية الموجودة فيه.

* المضغة: تتخلق خلايا المضغة لتعطي براعم الأطراف و أعضاء و أجهزة الجسم

المختلفة فهي تتكون إذاً من خلايا مخلقة أما الأغشية المحيطة بالمضغة

(الغشاء المشيمي و كذلك الزغابات التي ستتحول إلى الخلاص لاحقاً) فإنها

خلايا غير مخلقة، و تحت الدراسة المجهرية تبين أن الجنين في مرحلة

المضغة يبدو كقطعة لحم أو صمغ ممضوغ و عليها علامة أسنان و أضراس ماضغة.

* ظهور العظام: ثبت علمياً أن العظام تبدأ بالظهور في نهاية مرحلة

المضغة و هذا يوافق الترتيب الذي ذكرته الآية {فَخَلَقْنَاْ الْمُضْغَةَ

عِظَاْمَاً}

*كساء العظام باللحم: لقد أثبت علم الأجنة الحديث أن العضلات (اللحم)

تتشكل بعد العظام ببضعة أسابيع و يترافق الكساء العضلي بالكساء الجلدي

للجنين و هذا يوافق تماماً قوله تعالى{ فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمَاً}

عندما يشرف الأسبوع السابع من الحمل على الانتهاء تكون مراحل تخلق الجنين

قد انتهت و صار شكله قريب الشبه بالجنين و يحتاج بعض الوقت ليكبر و



يكتمل نموه و طوله و وزنه و يأخذ شك له المعروف.



العشرون

مصافحة النساء و الاعجاز العلمي

اتبث العلم الحديث ان الغشاء السطحي ليد الانسان تحتوي على ملايين الخلايا

الناقلة للاحاسيس

ومن تم فقد أكد العلماء ان مصافحة الرجل للمرأة يولد استجابات فورية من

قبل الخلايا الناقلة للاحاسيس حيث تهيج مشاعر الغريزة لدى الطرفين.

و قد يدعي بعض من اعتاد مصافحة الاجنبيات انه لا يحس بشيء من هذا القبيل؟

لكننا نقول ما يدريك أنك فقدت هذه الخلايا؟ ألم يتبث العلم الحديث ان

المداومة على مشاهدة ما حرم الله يضعف الغريزة و يؤدي بالشخص الى برود

جنسي؟

الم يتبت الواقع ان أغلب النساء و الرجال اليوم يشتكين من برودة

ازواجهن الغريزية.

واعلم أن انتهاك اي محرم مادي ينتج عنه عقاب مادي.

و من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.



الآن: هل كان من الممكن لمحمد محمد صلى الله عليه و سلم أن يدلي بهذه

المعلومات الطبية و قد عاش في عصر يسود فيه الجهل و التخلف؟

لقد أُلقِيَت هذه الآيات

العظيمة في مؤتمر الإعجاز الطبي السابع للقرآن

الكريم عام 1982 و ما إن سمع العالم التايلاندي (تاجاس) تلك الآيات حتى

أعلن على الفور و بدون تردد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، كما حضر

المؤتمر البروفيسور الشهير ( كيث مور) و هو أستاذ كبير في الجامعات

الأميركية و الكندية و قال (من المستحيل أن يكون نبيكم قد عرف كل هذه

التفصيلات الدقيقة عن أطوار تخلق و تصور الجنين من نفسه و لا بد أنه كان

على اتصال مع عالم كبير أطلعه على هذه العلوم المختلفة ألا و هو الله) و

قد أعلن إسلامه في المؤتمر الذي عقد عام 1983 و سطّر معجزات القرآن

باللغة العربية في كتابه الجامعي الشهير الذي يُدَرّس لطلاب الطب في كليات

أمريكا و كندا.



والموضوع منقول للامانه ولكن لتعم الفائدة لجميع المسلمين ويزيدوا

ايمانهم

والله أسأل ان يجعل عملنا كله صالحأ ولوجهه خالصأ وأسالكم الدعاء

--------------------------------------------------------------------------------
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 835
تاريخ التسجيل : 29/03/2014
الموقع : gmail.forumalgerie.net

https://gmail.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 : من روائع سورة يــس Empty رد: : من روائع سورة يــس

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مايو 13, 2014 12:38 am

الرد علي مطاعن الكاهن زكريا بطرس حول الإعجاز العلمي للقرآن الكريم
[SIZE=5]بقلم الدكتور حسين رضوان اللبيدي



لقد دأب الكاهن زكريا بطرس علي مهاجمة القرآن ونبي الإسلام وآل بيته الأبرار وكانت آخر مفترياته الهجوم علي الإعجاز العلمي للقرآن الكريم .

ولأني من المتخصصين في هذا المجال الهام، فأني أرد بطريقة علمية بعيدة عن التعصب والعصبية .

وقبل أن أرد أحب أن الفت النظر الي أمرين:

1- إن ما يقوم به الكاهن جزء من الحرب الفكرية علي الإسلام بهدف الشوشرة علي عقيدة المسلم المثقف البسيط والسطحي في معرفته للقرآن وهم بالملايين.

2- أنه يحاول ان يضيع الوقت على الباحثين والمفكرين بالجدل المستمر، ولينقل المعركة بعيدا عن نصوصه المحرفة والتي ملئت بالفقرات الضالة والمخزية من اساطير ما انزل الله بها من سلطان

وبخصوص المقارنة بين النصوص المقدسة – بهدف التعرف على الكتاب الوحيد المحفوظ – نترك هذا المجال لمدرسة مقارنة الأديان، ونكتفي في تلك العجالة بالرد على بعض القضايا التي اثارها الكاهن وغيره من اعوانه بخصوص الإعجاز العلمي فنقول وبالله التوفيق :

ومن المطاعن:

في سورة فُصّلت(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ (( سورة فصلت: 9، 10، 11).

وهذا يعني أن الله خلق الأرض والسموات في ثمانية أيام وأنه خلق السماء بعد الأرض لا قبلها. ولكن في سبعة مواضع من القرآن يقول إنه خلقهما في ستة أيام لا ثمانية. أما عن خلق السماء قبل الأرض فموجود في سورة النازعات: ) َأَنْتُمْ أَشَّدُ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَّوَاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهاَ ( (سورة النازعات).
معنى قوله تعالى"وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ" أي في تتمة أربع أيام. أي أن خلق الارض كان فى يومين و تقدير الاقوات فى يومين ومثاله قول القائل: خرجت من البصرة إلى بغداد فى عشرة أيام وإلى الكوفة فى خمسة عشر يومًا، أي في تتمة خمسة عشر يومًا.
و دحو الارض بعد خلق السماء لا يعنى ان الارض لم تكن قد خلقت قبل ذلك فقد خلقها الله ثم خلق السماء ثم دحى الارض اى مهدها لاستقرار الانسان عليها.



يقولون أيضا أن هناك تناقض فى وصف القرآن لخلق الإنسان

فمرة يقول القرآن أن الإنسان خلق من ( تراب ) ومرة يقول أنه خلق من ( طين ) ومرة يقول ( من طين لازب ) ومرة يقول انه خلق من ( صلصال كالفخار ).

وفى خلقه بعد آدم أو من آدم : مرة يقوا سبحانه أنه خلق من ( نطفة من مني ) ومرة ( من نطفة فى قرار مكين ) ثم يقول فى مكان آخر ( نطفة أمشاج )

* والحقيقة انه لا يوجد أي تناقض فى ذلك بل هو معجزة علمية باهرة : فالإنسان بدأ من تراب خالطه الماء فأصبح طين الذي ظهرت فيه المواد العضوية فتغيرت رائحته ( طين لازب ) الذي تماسك فى صورة جسد فأصبح صلصال ثم دبت فيه الحياة ونفخ فيه الروح، تسلسل منطقي ، نشاهد صدقه فى حالة هدم البنية بعد الموت حيث يتحول الجسد – بعد الموت مباشرة – إلى مرحلة تشبه الصلصال كالفخاروهي مرحلة التخشب، وبعدها يسود الجسد وينتنويسود ويهترئ ويصبح كالطين المنتن، وأخيرا يتحلل ويتحول إلى تراب .

وبخصوص ذكر النطفة مرة مجردة ومرة على أنها من ( مني يمنى ) ومرة فى ( قرار مكين ) وأخرى أنها ( نطفة امشاج )، فإن ذلك معجزة علمية بكل المقاييس، لأن النطفة تنقسم علميا إلى :

1- نطفة مذكرة ( الحيوان المنوي )

2- ونطفة مؤنثة ( البويضة )

3- ونطفة امشاج ( تكونت من امتزاج محتويات الحيوان المنوي مع البويضة )

بل وفى تعبير أمشاج – بدلا عن أخلاط - معجزة باهرة لأنها تشير إلا أن محتويات الحيوان المنوي لا تختلط مع محتويات البويضة بل تمتزج بحيث يذهب بعضها فى بعض، وقد أثبتت المجاهر المتطورة ذلك وصورته فهل هذا تناقض أم معجزة علمية تدل على صدق الرسالة وصدق الرسول وعالمية الإسلام.

ومن المطاعن:أن هناك خطأ علمي فى الآية ( ومن كل شيء خلقنا زوجين )فيقولون أن هناك أشياء بلا ذكر وأنثى مثل كل الجمادات من أوائل ومركبات، وفى الكائنات الحية هناك وحيدات الخلية كالبكتريا والأميبا وغيرها كائنات تتكاثر بالانقسام البسيط بلا ذكورة أو أنوثة .

نرد :

أن ما ذهبتم إليه باطل بسبب قصور من قالوا أن الزوجية فى الآية تعنى الذكر والأنثى فى الإنسانوالحيوان والنبات والآية تحمل معنى اكبر واشمل من ذلك، والدليل على ذلك ما جاء فى القرآن أيضا ( سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) وبذلك نقول أن الآياتتقرر أن أي شيء مخلوق لله لا بد وان يكون مكوناً من شيء وشيء آخر مكمل له أو متمم له بمعنى انه لا يوجد جوهر فرد فى المخلوقات، وبذلك تكون هذه الكلمات الخمسة معجزة علمية عالمية بكل المقاييس لأنها تلخص كل علوم الكون من الذرة إلى المجرة كما سنعلم الآن.

فها هو المغناطيس مكون من زوجية الشمال والجنوب، وهاهي البطارية والكهرباء مكونة من زوجية الموجب والسالب، وها هي المعادلة الكيمائية زوجية، وهاهي الذرة وحدة الكون مكونة من زوجية النواة والإلكترونات، وها هو الحوض الننوي حامل الشفرة الوراثية عبارة عن سلم مزدوج من DNAالحمض النووي المعروف بل وها هو نظام العمل بالكمبيوتر يخضع لقانون الزوجية .

ويقولون :هناك خطأ علمي فادح لأن القرآن يقرر فى قصة ( ذى القرنين ) أن الشمس تغرب داخل ماء دافئ مع أن الشمس نجم عملاق له فلك يدور فيه بعيدا عن الأرض.

والرد :أن القرآن الكريم لم يقل إن الشمس تسقط فى ماء ساخن بل قال عن الشمس (لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس : 40] علم وحق ويقين .

ولكن الآية التي يلبس بها الشياطين تصف رحلة ذي القرنين فتقول : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ [الكهف : 86])، بمعنى عندما وصل ذو القرنين ساحل البحر عند الغروب وجد هو - من منظوره – الشمس تهبط غائبة في المحيط وهو ما يشاهده رواد السواحل بسبب الخداع البصري الذي يعتبر من العلوم الحديثة . ( وهناك بحث شامل عن هذه القضية فى وقع موسوعة الإعجاز.

* يقول الطاعن:فى قوله سبحانه فى البقرة (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة : 29])تدل على أن خلق الأرض قبل خلق السماء بدليل لفظة ( ثم ) التي هي للترتيب والتراخي والانفصال، وكذا في الآيات الأخرى، ولكن في النازعات قال سبحانه ( أأنتم اشد خلقا أم السماء بناها 27 * رفع سمكها فسواها 28 * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ) ثم قال ( والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها 31 )

مرة يقول خلق الأرض أولا، وأخرى يقول:خلق السماء أولا هذا تناقض !

نرد :بل هذا علم وإعجاز ودليل على حفظ القرآن وحده كيف ؟ هذه الآيات وغيرها تخبر أن الله سبحانه خلق الأرض أولا وقدر فيها عناصرها اللازمة لتجهيزها على أكمل وجه لاستقبال ذلك المخلوق المكلف، وكلمة ( ما ) تشير إلا حقبة ما قبل خلق المكلف العاقل وتشمل عناصر ومعادن وغازاتالأرض وربما بذور الحياة - وهي مرحلة تشبه ما يقوم به المعماري عندما يجهز الحديد والنوافذ والوصلات والطوب والرخام والتخطيط والتنفيذ لإقامة مشروعه الهندسي تمهيدا لتسكينه - ثم تأتي المرحلة التالية وهي استوائه سبحانه إلى السماء فرفع سمكها فسواها وأنشأ النجوم ومنها الشمس كمصدر للطاقة والضوء وأحدث الحركة، وبعدها عاد للأرض يدحوها ويخرج منها ماءها ونباتاتها الخضراء ليكمل تجهيزها الذي لم يكن ليكتمل علميا وعقليا إلا باستكمال أحداث في السماء كخلق الشمس التي لولاها ما تكون سحاب وما نزل مطر وما نبت نبات ولولا طاقتها وضيائها ما حدثت عملية التمثيل الضوئي ولما أصبح هناك طاقة حيوية تحرك كل مظاهر الحياة في الأرض بما فيها الإنسان ، وهذا منتهى الإعجاز .

ولو قارنا بين هذه الآيات وبين النصوص التي تخص هذه القضية فى العهد القديم ( سفر التكوين ) نجد ما يأتي:

جاء فى سفر التكوين أن الأرض خلقت فى اليوم الثالث وخلق معها النباتات بثمارها وبذورها، وبعد انقضاء ذلك اليوم، جاء اليوم الرابع فخلق الله فيه الشمس والقمر والليل والنهار، فليقارن العقل الحر بين إخبار يقول أن الله خلق الشمس أولا وأجرى الليل والنهار حول الأرض ثم بعدها أخرج الماء والنبات الأخضر، ونص يقول : أن النباتات بثمارها وبذورها خلقت أولا ثم بعد ذلك الشمس والقمر، إياهما قاله الله لعقول المكلفين ؟ لا يمكن للعقل إلا أن يوقن بأن ما طابق العلم والعقل هو كلام الله الحق المحفوظ .

* يقول الطاعن :في آية السجدة (5) يقول الحق ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) ولكن في المعارج (4) يقول سبحانه (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة )مرة يقدر ليوم العروج (ألف سنة )ومرة أخرى يقدر له ( خمسين ألف سنه ) ما هذا ؟

أنها معجزة علمية عالمية بكل المقاييس تشير إلى نسبية الزمن بسبب اختلاف السرعات، فمثلا: نقطع المسافة من جنوب الوادي إلى القاهرة في أسبوع بالحصان، وفى خمسة ساعات بالقطار، وإذا استخدمنا الطائرة فلن تستغرق الرحلة إلا ساعة، وهذا ما أشارت إليه( النظرية النسبية ) لأينشتين والتي مازالت مفخرة للعلم، وهي ما أشارت إليه الآية الكريمة المعجزة، وأيضا نلاحظ الإعجاز العلمي في كلمة ( يعرج ) بديلا عن كلمة ( يصعد ) فالعروج هو الصعود في انحناء وهو قانون تخضع له الأجسام في حركتها في الفضاء السحيق وهي ظاهرة علمية تعرف عليها العلماء بعد الصعود إلى الفضاء ، وذكرها ( اينشتاين ) فهل بعد ذلك بينة تدل على صدق الرسالة وصدق الرسول وعالمية الإسلام.

ونختمها بمفاجأة ( الكاهن يفضح نفسه ): فيقول إن في الآية التي وصفت الجنين في القرآن أخطاء علمية، وأن علم الأجنة في القرآن لطشه او اخذه ( محمد صلي الله عليه وسلم ) من سفر أيوب في كتابهم المقدس !!

ثم أمسك الكاهن بكتابه المقدس وقرأ الفقرة التي ادعي ان محمد اخذها وقلدها في كتابة آيات الأجنة، ولنعلم تلفيقه وكذبه هيا بنا نقارن بين فقرة كتابه والمقابل لها من القرآن الكريم :

في سفر ايوب الإصحاح العشر من الكتاب المشترك بين النصارا واليهود يقوا أيوب لربه : (لما تخاصمني . احسن عندك ان تظلم أن ترذل عمل يدك وتشرق علي مشورة الأشرار . ألك عين بشر أم كنظر الإنسان تنظر . حتى تبحث عن اسمي وتفتش عن خطيئتي . في علمك أني لست مزنبا ولا منقذ من يدك . يداك كزنتاني وصنعتاني كلي جميعا . افتبتلعني . اذكر أنك جبلتني كالطين أفتعيدوني الي التراب . ألم تصبني كاللبن وخثرتني كالجبن . كسوتني جلدا ولحما فنسجتني بعظام وعصب

منحتني حياة ورحمة .... ولكنك كتمت هذا ..... إن ؟أخطئت تلاحظني ولا تبريني من اثمي . ان اذنبت فويل لي . وان تبررت لا ارفع رأسي . اني شبعان هوانا وناظر مزلتي . وان ارتفع تصطادني كأسد ثم تعود وتتجبر علي .

فلماذا اخرجتني من الرحم .......اترك كف عني ( استغفر الله سبحانه وتعالي عما يصفون )

*هذه الفقرة كاملة – والتي خبئها الكاهن الملفق - من الكتاب المقدس له وهو الكتاب المشترك بين اليهود والنصاري تصف نبي الله أيوب وهو يجادل ربه بكلمات كفرية لا تليق بجلال الله، أما علم الأجنة التي ادعي الكاهن ان محمد سرقها واضافها للقرآن فهي الفقرة (ألم تصبني كاللبن وخثرتني كالجبن . كسوتني جلدا ولحما فنسجتني بعظام وعصب )

ولكي يقارن العقل المفكر بين الحق والباطل سنذكر في المقابل الآية القرآنية المقابلة لذلك :

ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة * فخلقنا العلقة مضغة * فخلقنا المضغة عظاما * فكسونا العظام لحما * ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين . المؤمنون ( 12- 14 )

الآية تقول ان الإنسان مخلوق في اطوار يبدأ بطور النطفة وهي خلق قليل الجرم سيال ، وقد قسم القرآن النطفة في آيات أخري الي : نطفة مذكرة ( من مني يمني ) ونطفة مؤنثة ( في قرار مكين ) و ( نطفة امشاج ) والتي فيها تمتزج محتويات الحيوان المنوي مع البويضة ، وبعد طور النطفة يخلق الله احداث تنقل الجنين الي الطور التالي الذي يتميز بالتعلق بالرحم (طور العلقة ) ثم بعدها يخلق الله احداث في الجنين فينتقل الي طور يبدأ فيه تخليق بدايات الأنسحة والأعضاء ويشبه هذا الطور قطعة من اللحم الممضوغ بلا عظام ( طور المضعة ) ، ثم بعدها تظهر العظام وغيرها من الأنسجة كالعضلات التي تتكون مع العظام وليس بعدها ، ولذلك جاء التعبير ( بكسونا ) وليس خلقنا في اشارة إلي ان العضلات خلقت مع العظام ولكن الكساء بالعضلات يتم ويكمل بعد تكون الهيكل العظمي .

وهناك الكثير والكثير من اسرار الجنين التي دفعت اكبر علماء الأجنة في العالم ( كث المور) بأن يشهد في التلفزيون الكندي ان علم الأجنة في القرآن يتطابق مع ادق حقائق الأجنة التي لا تري إلا بالميكرسكوب والأبحاث الحديثة مما دعا ذلك العالك الكبير لأن يشهر اسلامه .

هل فهمت ايها الكاهن وعلمت اين الحق ، امامك النصوص فقارن في كل الإتجاهات ، وهناك المزيد ، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .

د/ حسين رضوان اللبيدى

( مدير مستشفى ) وعضو هيئة الإعجاز العلمي بمكة سابقا

وعضو جمعية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بالقاهرة وجنوب الوادي

يمنع وضع ارقام الهواتف


منقول عن موقع شبكة الحقيقة الاسلامية
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 835
تاريخ التسجيل : 29/03/2014
الموقع : gmail.forumalgerie.net

https://gmail.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 : من روائع سورة يــس Empty رد: : من روائع سورة يــس

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مايو 13, 2014 12:40 am

الاعجاز العلمي في القرآن {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا}
إنـنـا نحيـا في ملكوت الله، كون محكم بإتقـان؛ كلمـا تأملنـاه رأينـا الجمـال والإشـراق والحكمة والعلم. وكمـا أتقن الله مـلكه وأحكم آياته في خلقه ونظـامه بقدرته وعلمـه، فقد أحكم آيات كتابه، وجعلهـا رمـزاً إلى آياته في مخلوقاته بقدرته وعلمه. وكما قال الحق أن هذا الكتاب هو آيات تهدينـا إليه، فقد ذكر سبحانه أن في هذا الكون أيضـاً آيــات تبصّرنا به وتدلنا عليه. وكمـا أبدع الله في آياته في هذا الكون الذي أبدع خلقه، فكان اسمـاً من أسمائه {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}، كذلك جاء كتابه إعجـازاً لا يقدر أن يأتي بمثله أحد، كمـا وصفه الحق بقوله {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}.



ونستعرض في هذا الفصل بعضاً من هذه الآيات بقـوله تعالى في كـتابه العـزيز، من الآية 37 إلى الآية 40 من سـورة يس: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ.وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ.وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرجُونِ الْقَدِيمِ.لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}.



نرى الآية الأولى تصف وصفاً جلياً عملية تعاقب الليل والنهـار، فالأرض في أي لحظة أو توقيت، يكون نصفهـا معرض لأشعة الشمس ونورهـا، والنصف الآخـر يكون بعيداً عن أي شموس أو نجوم أخـرى، فهـو يرقد في ظـلام يشمل الكون كله -كما توحي إليه هذه الآية الكريمة- كحقيقة علمية رآهـا رواد الفضاء مؤخراً، و جاءت بهذا الإعجاز في الآية الكريمة حيث تشير أن الظلام هو الأصل وأن الحادث هو النهـار، ولهذا فإن النهار هو الذي ينسلخ عن الأرض فتنغمر الأرض في ظلام الكون مرة أخرى. فعندمـا تدور الأرض حول محورهـا يبتعد هذا الجزء المنير الذي شمله ضوء الشمس رويداً رويداً فيتحول نصف وجـه الأرض من النهـار إلى الليل، ولن يجد العلماء أيضـاً وصفاً علمياً لهذا التعاقب أدق وأعمق من هذا النص الذي جـاء به القرآن لكريم: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ}.



وتـضعنـا هذه الآية أمام قاعدة علمية لحساب اليوم الكامل، تبصّرنا بحكمة الخالق وعزّته، وهو الفرق الثابت بين كل انسلاخين للنهار أو زوالين أو غروبين للشمس، فنجد أن هذا الفرق ثابتاً لا يتبدل ولا يتغير مهما تغيرت الفصول والشهور والسنوات، وأيضـاً أمام حقيقة أخرى علمناها مؤخراً، وهي أن حدوث هذا الانسلاخ لا يتأتى إلا إذا كانت الأرض تدور حول نفسهـا في ثبات كامل أمام الشمس، بحيث تنغمس في الظلام عند نهاية النهار، وأنهـا أيضاً تدور بسرعة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير رغم تعاقب السنين والقرون والدهور، بحيث لا يسبق الليل النهار كما تعبر عن هذا آية تـالية {وَلاَ الْلَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، من صنع هذا الثبات لكل شيء في فلكه، للأرض وللشمس ولكل كوكب ونجم، إنـنـا أمام حقائق جاءت بدقة متناهية بحيث تعبر عن آية لا تقبل الشك عن عزة الخالق وقدرته وعظمته، فكيف يتأتى الحفاظ على هذا الفرق الثابت بين الانسلاخين، وعلى هذا الفلك الثابت للأرض -رغم حركتهـا المركبة حول محورهـا المائل وحول الشمس، ومع الشمس ومع سقوطهـا ضمن المجموعة الشمسية بسرعة هـائلة في الفضـاء الهائل من حولنا-.



إن هذه الآيات الكونية لا تتأتى إلا بتقدير إله عزيز عليم. كما تنبأنــا الآية التـالية بهذه الأسماء الحسنى لله خالق هذا الإعجاز، عزيز ومنفرد في قدرته وعلمه. إن هذه الدورة المحتومة للأرض حول نفسهـا، وهذا التعاقب لليل والنهـار دون تقديم أو تأخير بهذا الثبات والدقة، قـاد الإنـسـان إلى تعريف الزمان والوقت، حيث قسم الزمـن الذي تدور فيه الأرض حول نفسهـا إلى أربع وعشرين سـاعة، وبهذا استطاع البشر أن ينظموا أوقاتهم وحياتهم، وهل يتأتى هذا الانتظـام من تلقـاء نفسه؟ وإذا تدبرنـا هذه الآية ونظرنا إلى البشر عندما يطلقون عربة صغيرة -يسمّونها بالأقمار الصناعية وهي لا تزيد في وزنها عن أصغر الأحجار على القمر- وتدور حول الأرض لمدة محدودة، ويطلقون معها معدّات لضبط مسارها حول الأرض وتصحيح انحرافاتها الدائمة، ثم نجدهم يعجزون في معظم الأحوال عن الاحتفاظ بهذا المسار لهذا الشيء التافه حجماً ووزناً لأي مدة تزيد عن عدة شهور، لّعلِمنا عزة وعلم الخالق الذي احتفظ بهذا المسار للأرض ولكل كوكب طوال ملايين وبلايين السنين، دون انحراف أي شيء عن مساره، إنه حقاً خالق عزيز عليم.



لقد جاء القرآن بهذه الأدلة من الله الذي يعرف السر في السماوات والأرض، ويوجهنا إلى هذه الحقائق والأسرار بأدق التعبيرات أو الكلمـات، التي نـراهـا أمامنا في هذه الآيات حتى يهدينا إلى عظمته وجلاله، ونـشعر أمامهـا بعظمة قائلهـا وصانعها، ونرى عجزنـا عن أن نأتي بمثلهـا صنعاً وعملا وقولاً، فنهتدي إليه وإلى وحدانيته.



ثم تأتي الآية التالية من هذا الآيات بإعجاز عن حركة الشمس، وكيف جعلها الله في جري دائم حتى تستقر في نهاية الأمر طبقاً لأوامر خالقها {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}. لقد اعتقد العلماء في القرن الماضي أن الشمس هي مركز الكون وأنها ثابتة في حجمها وكتلتها ومكانها، وأن كل شيء يتحرك حولها، واعتقدوا ببقاء المادة وعدم نفاذها، واعتقدوا أن للمـادة دورات وللزمان دورات فلا ينتهيان، ولكن تأتي هذه الآية لتبين بهذا النص المعجز منذ 14 قرناً من الزمان، أن ما يجري لكل شيء في الكون يجري على الشمس وعلى المادة وعلى الزمان أيضـاً، فالشمس تجري وتتحرك وتهوى في هذا الكون السحيق، وهي تتوهج الآن ثم سوف تخبو وتستقر بعد حين. فالشمس تتناقص حجماً ووزناً حتى تستقر وتتلاشى بعد حين.



والشمس وهي تجري -أيضاً- فإنه يجري معها أعضاء مجموعتها المرتبطة بها من الكواكب، وكذلك فالشمس تدور حول نفسها وتديرنا حولهـا، فهي تجري وكواكبها يجرون من حولهـا إلى أن تـستـقر حركتها فيستقرون معها، وهذا ما أكده العلم الحديث في مشاهداته الفعلية، وأرضنا التي نعيش عليها ليست إلا كوكباً من كواكب المجموعة الشمسية التي تجري في ركب الشمس وتنقاد معها وفقـاً لتقدير الخالق العزيز العليم، وسوف تستقر حركة الشمس بعد هذا الزمن، وحين تأتي هذه اللحظة سيتوقف الزمـان بالنسبة لأهل وسكان المجموعة الشمسية، ولن يدور الزمـن دورته، ولن تبقى المادة على حالهـا كمـا كان يدّعي المـاديون والكـافرون والملحدون، فللشمس ميقات ستستــــــــقــر عنده بأمر خـالقهـا وسينتهي عنده كل شيء، هذا مـا أكّده الـعـلم ومـا تـأتي به هذه الآية من خالق الشمس على أن الشمس سوف تستقر بعد هذا الجري الدؤوب، وقد أثبت العلمـاء أن الشمس كرة من غـاز الهيدروجين، وتصل درجة الحرارة في بـاطنهـا إلى أكثر من 15 مليون درجـة، ويحدث بهـا أعقد التفاعلات النووية الاندماجية التي سوف تحولها في النهاية من كرة متوهجة إلى كرة مستقرة، ففي هذه الدرجة تندمج ذرتي الهيدروجين المتوهج وتتحولان إلى ذرة من غاز الهليوم الخامل، ويتحول جزء من كتلتي ذرتي الهيدروجين إلى طـاقة تزيد الشمس تأججـاً و تمنحهـا الطـاقة التي تبعثهـا إلـينـا. وقد حاول الإنسان أن يحاكي ما يحدث في الشمس، ولكنه عجز عن هذا، وأدت أبحاثه في هذا المجـال إلى اكتشافه للقنابل الهيدروجينية التي تنتج كمّاً هائلاً من الطاقة ينشأ عنهـا انفجارات مدمرة، وهكذا لم يتمكن البشر إلا في استخدامها للتدمير وليس لعمارة هذا الكون كما يحدث في شمسنا بأمر الله.



وقد عجز البشر حتى يومنا هذا أن ينتجوا الطاقة الكهربائية باستغلال تفاعلات اندماجية كالتي تحدث في الشمس، وكي ترسل الشمس كل هذه الحرارة فإنهـا تحرق في كل ثانية 600 مليون طن من مكوناتهـا من الوقود الهيدروجيني، وهكذا يتحول غاز الهدروجين بعد احتراقه أو اندمـاجه إلى غاز الهليوم الخامل باستمرار وثبات ودون توقف، على مدى الأيام والقرون والدهور، وينطلق من الشمس مع هذا التحول في كل ثانية كمّاً من الطاقة يكفي ما تحتاجه الأرض لمدة مليون سنة كاملة، ولكن هذا الكمُّ يتوزع على الكون بأكمله ويكون نصيب الأرض من هذا الكمّ قدر محدد لها يكفيهـا دون زيادة أو نقصـان، وهكذا فإن الشمس تتغير و تبدأ من غاز الهيدروجين الذي يجري له أو به هذا الكمّ الهائل من التفاعلات والاندماجات، ثم ينتهي إلى كرة من غاز ساكن أو خامل هو الهليوم، ولا يبقى لها في النهاية وقود يقاوم قوة جذب كتلة هذا الغاز الخامل، فيتقلص نجم الشمس بتأثير وزنه، وتصـير الشمس في النهاية قزماً ساكناً أبيض، أو ثقباً أسود في هذا الكون كما حدث في ملايين النجوم الأخرى، التي كانت مثل شمسنا وجرى لهـا مـا سيجري لشمسنـا بعد فترة قدّرها العلماء بحوالي 500 مليون سنة كي تتحول إلى هذا القزم السـاكن.



والآن ما الذي يحتفظ للشمس بهذا الجري والتفاعل بهذا الثبات الممتد عبر ملايين السنين التي نشأت أثناءهـا الحياة على الأرض، والتي تكونت خلالها الأرض؟ إن الشمس لو بردت بـأقل عدد من الدرجات عن درجتها الحالية التي تقدر بملايين الدرجات، فسيؤدي هذا إلى انخفاض معدلات الاحتراق بها إلى النصف، وهذا ما يؤكده العلم الحديث، وبهذا تقل الطاقة التي تصل إلى الأرض فتتجمد الأرض، ولو زادت بضع درجات لتضاعفت معدلات الاحتراق وتزيد معها الطاقة التي تصل إلى الأرض فــتـحترق -أيضاً- الأرض، ثم إذا نظرنـا إلى الشمس وهي تحترق وتقل كتلتهـا بملايين الأطنان في كل ثـانية، فلنـا أن نتعجب: هل هذا النقص الدائم في كتلة الشمس له الأثر على أفلاك الكواكب من حولهـا؟



النظريات العلمية تؤكد أن تتأثر هذه الأفلاك فتبتعد الأرض عن الشمس، ولكن لو حدث هذا فستـتجمد الحياة على الأرض، وهذا لم يحدث خلال الملايين من السنين التي هي عمر الأرض. لقد حار العلماء في فهم أسرار هذه الشمس بحيث تظل بهذا الثبات لهـا ولمن حولهـا، وجاء هذا النص من الخالق أنه هو الذي قضى عليهـا بهذا الثبات، فأودع هذا التعبير في كتابه بأرفع المعاني والكلمات {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم}، حقـاً إنه عزيز في قدرته وتقديره، عليم يحيط بعلمه كل شيء.



والعلم لا يستطيع أن يصل إلى سر جري الشمس بهذا الثبات في تفاعلاتها، وفيمن تجريهم حولها، ويأتي كتاب الله ليعلن أن هذا جاء بتقدير إله قدير {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}، هو من صنعه وحده وتقديره وحده وبعلمه وحده، وهذه الكلمات جاءت منه وحده.



ثم نأتي إلى الآية التالية التي تصف إعجاز الخالق في حركة القمر، هذا الكوكب الصغير الذي يدور حول الأرض كتابع مطيع يعكس لها في ظلمة الليل جزءاً من ضوء الشمس الساقطة عليه، وله حركته المعقّدة في الأماكن التي ينزل إليها بحيث تكون له دورة ثابتة، فتتوافق حركته حول الأرض مع حركة الأرض حول نفسه وحول الشمس، بحيث تستغرق كل دورة شهراً كاملاً، يبدأ فيه القمر بدراً ثم يتلاشى شيئاً فشيئاً في توقيتات أو مواقيت محددة، وتتغير أشكال القمر بحسب مواضع نزول أشعة الشمس الساقطة عليه ومـا تحـجبه الأرض عنه من هذه الأشعة، إنهـا حركة مركّبة لا تستطيع أن تسيّرها الصدفة، كيف تسير بهذه الطاعة والدقة المتناهية فتكون لها هذه الأشكال المتدرجة صعوداً أو اتساعـاً وهبوطـاً أو ضيقـاً، و تأتي آيات القرآن معلنة بإعجاز أن هذه الآية المعجزة هي من صنع الله، فيعلمـنـا الله أنه هو الذي قدر للقمر هذه المنازل حتى يصير له هذا الانتظام في كل التوقيتات والأشكال على مدى الشهر الكامل، وفي كل شهر وعلى مدى الدهر كله بقوله سـبحانه {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ}.



إنه إعلان من الخالق أنه هو الذي دبّر وقدّر للقمر "منازله " بهذه الكلمات المعدودة، التي حدد الخالق فيهـا مـا حـار العلماء في تفسيره، و لم يصلوا إلى سرّه عن حركة القمر المعجزة. ثم تأتي الآية بهذه التشبيه المعجز لتصف آخر مراحل القمر عـندما لا يكون في منزل يسمح بسقوط أو وصول ضوء الشمس إليه، فيكون على شكل عرجون النخيل القديم أو اليابس إلى يوشك على الفناء بقول الله سبحانه و تعالى {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرجُونِ الْقَدِيمِ}، أي حتى يتقوّس من القِدم ثم يفنى، ثم يعود كما بدأ إلى منازله مرة أخرى، فـيـسمح لضوء الشمس بالانعكاس عليه ليعاود الظهور إلى أن يعاود الاختفاء، إنهـا دورات لا تحدث إلا بتقدير عزيز عليم تنبئ عنهـا كلمة {عَادَ}، فالعودة تتكرر وتتكرر بتقدير عزيز عليم. أيّةُ دقة علمية هذه، وأي سردٍ لحقائق علمية متكاملة بحيث تظهر الحق وتبدد الحيرة في كل مـا يدور بهذا الإعجاز؟ إنه إعجاز من عند الله.



ثم تأتي الآية الرابعة لتؤكد بإعجاز شامل أن حركة كل شيء في هذا الكون تتم فعلاً بانضباط كامل ومقدر بقول الحق: {لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الْلَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، هكذا جاء قول الحق عن هذا الثبات لكل شيء من حولنا في أفلاكه؛ فللشمس أفلاكها الثابتة وللقمر أفلاكه الثابتة، وبالرغم من أن الأرض من توابع الشمس تدور حولهـا وحجم الشمس أو وزنهـا يزيد آلاف المرات عن حجم الأرض ووزنهـا، لكن لا تطغى الشمس على القمر، هذا التابع الضئيل للأرض الصغيرة والتابعة لهـا، فلا تحوّله إليها أو تدركه بقوّتها وحجمها ووزنهـا، وجذبهـا الجبار الذي يتضاءل أمامه جذب الأرض، ليس هناك سبب ألا يحدث هذا إلا أن يكون هناك التزاماً من الشمس والقمـر بالسير والسباحة، أو التسبيح المحدد بالكلمات أو بالحركـات في أفلاك ثـابتة لا حيود عنهـا.



وكذلك فالأرض لهـا تعاقبهـا ودورانها حول نفسـهـا، ولا يختل هذا الدوران مهمـا تعاقبت السنين والقرون، فزمن الدورة أربع و عشرون سـاعة، ولا يأتي ليلين أو نهـارين متعاقبين، بل ليل يعقبه نهـار، ويكوّنان معاً اليوم من أربع وعشرين سـاعة في ثبات تام يعجز عن تخيل أسبابه العقل البشري.



وكذلك الأرض -ويصاحبهـا قمرهـا- تدور دورة كاملة كل سـنة أو كل 365 يومـاً وربع اليوم حول الشمس، لا يتبدّل أو يتغير زمن هذه الدورة على مدى القرون والدهور. وكذلك الشمس -ومعها منظومـتها الشمسية كلهـا بمـا فيهـا الأرض والكواكب الأخرى- تدور حول مركز المجرة مرة كل 200 مليون سنة، ومجرتنا التي تمثل المجموعة الشمسية إحدى أفرادهـا، لهـا أيضـاً دورتهـا حول نفسهـا وحول مركز الكون الذي لا يعرف سـره سوى الخـالق.



والآن، مـن يحفظ هذا الثبات والاستقرار في دورات الشمس والقمر ودورات الليل والنهـار وكل الدورات الأخرى؟ لا تعليل لهذا إلا أن كل هذه السباحة لكل كوكب أو نجم ما هي إلا نوع من أنواع التـســابيح، يسبح بهـا هذا الكون لخـالقه كمـا جـاءت الآية الكريمة { وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }. إنــه تسبيح دائم ومستمـر لكل مـا في هذا الكون، و { كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ } و { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ غَفُوراً }.



هكذا جاءت كلمات الله معبرة بكل إعجاز عما يعجز الإنسان عن فهم أسبابه في هذا الكون، فتتبدد حيرته عندما يكون القائل هو خالق. هذا الإعجاز الذي أرسل إليه هذا الكتاب رحمة من عنده لهدايتنـا والخروج بنـا من الحيرة والضلال، وإذا أمعنـا التدبّر في كلمة "يسبَحون" بالباء المفتوحة و"يسبِّحون" بالبـاء المشددة والمكسورة، فسنجد أن القرآن قد جـاء بهذه الكلمة الجـامعة لمـا تؤديـه الكواكب والنجوم والشمس والقمر من سباحة منتظمة في أفلاك ثـابتة وأن هذا ليس إلا تسبيح أو طـاعة ملزمة لكل الكواكب والنجوم لخـالقهـا ومسيّرهـا.



والسؤال الآن: هل نستطيع كبشر بعد أن علمنا عن الأرض والقمر والشمس والليل والنهـار والأفلاك والمسارات أن نعبّر عن معجزات هذه الأشياء ودلالاتها في بضعة سطـور يفهمها العالم المتعمق بقدر علمه، والإنسان البسيط بقدر نقائه؟ وهذا على مرّ العصور دون توقّف، وبهذا الإعجاز التام دون أن يأتيهـا الباطل في أي من هذه الأزمـان؟ لقد عرضت هذه الآيات الحركات والأفلاك التي تتحرك فيها الأرض والشمس والقمر وأنهـا جميعـاً تدور بإعجـاز إلـه عـزيز عليم؛ تسبيحاً وطاعة له والتزاماً وانصياعاً لأوامره، فلـه وحده النهـار والليل والحركات والسكنات والأقدار والمصائر. إنهـا آيـات إلــه يـرى الكون الذي خلقه كله بـامتداده وجمـاله وإعجـازه وإبداعه، ثم يـركّز أبصـارنـا على ما يمكن أن نراه من هذه الآيات التي تدل كلهـا على جلاله وعظمته، ويراهـا الناس في كل العصور مهمـا بلغ علمهم ورؤاهم، ولهذا تبدأ الآية بـقول الحق {وَآيَةٌ لَّهُمُ}.



إنهـا فقط إحدى الآيـات التي يبصّـرنـا بهـا الخالق في كونـه، ولكن في الكون آيـات وآيــات يجب أن نتدبرهـا حتى نستحق مـا أنعم الله به علينـا من نعمـة العقل والعلم. وتكفي هذه الإشــارة من الخـالق التي جـاءت بهذه السمو وهذا الإعجـاز، {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُون}


--------------------------------------------------------------------------------
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 835
تاريخ التسجيل : 29/03/2014
الموقع : gmail.forumalgerie.net

https://gmail.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 : من روائع سورة يــس Empty رد: : من روائع سورة يــس

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مايو 13, 2014 12:41 am

: الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم

الأعجاز الرقمي

إحصائيات قام بها الدكتور طارق سويدان ..

أولاً : التساوي :

1- تم ذكر كلمة دنيا 115 مرة وتم ذكر كلمة آخرة 115 مرة ..

2- تم ذكر كلمة ملائكة 88 مرة وتم ذكر كلمة شياطين 88 مرة ..

3- تم ذكر كلمة الناس 50 مرة وتم ذكر كلمة الأنبياء 50 مرة

4- تم ذكر كلمة صلاح 50 مرة وتم ذكر كلمة فساد 50 مرة

5- تم ذكر كلمة إبليس 11 مرة وتم ذكر كلمة الاستعاذة من إبليس 11 مرة

6- تم ذكر كلمة مسلمين 41 مرة وتم ذكر كلمة جهاد 41 مرة

7- تم ذكر كلمة زكاة 88 مرة وتم ذكر كلمة بركة 88 مرة

8- تم ذكر كلمة محمد 4 مرة وتم ذكر كلمة شريعة 4 مرة

9- تم ذكر كلمة امرأة 24 مرة وتم ذكر كلمة رجل 24 مرة ..

10- تم ذكر كلمة الحياة 145 مرة وتم ذكر كلمة الموت 145 مرة ..

11- تم ذكر كلمة الصالحات 167 مرة وتم ذكر كلمة السيئات ..167مرة

12- تم ذكر كلمة اليسر 36 مرة وتم ذكر كلمة العسر 12 مرة ..

13- تم ذكر كلمة الأبرار 6 مرة وتم ذكر كلمة الفجار 3 مرة ..

14- تم ذكر كلمة الجهر 16 مرة وتم ذكر كلمة العلانية 16 مرة ..

15- تم ذكر كلمة المحبة 83 مرة وتم ذكر كلمة الطاعة 83 مرة ..

16- تم ذكر كلمة الهدى 79 مرة وتم ذكر كلمة الرحمة 79 مرة ..

17- تم ذكر كلمة السلام 50 مرة وتم ذكر كلمة الطيبات 50 مرة ..

18- تم ذكر كلمة الشدة 102مرة وتم ذكر كلمة الصبر 102 مرة ..

19- تم ذكر كلمة المصيبة 75 مرة وتم ذكر كلمة الشكر 75 مرة ..

20- تم ذكر كلمة الجزاء 117 مرة وتم ذكر كلمة المغفرة 234 مرة

ثانياً : الإعجاز :

1- ذكرت الصلاة خمس مرات في القرآن .. والفروض اليومية خمس فروض

2- ذكرت الشهور 12 مرة في القرآن .. والسنة 12 شهر ..

3- ذكر اليوم 365 مرة في القرآن .. وعدد أيام السنة 365 يوم ..

ثالثاً : العلاقات الرقمية :

1- ذكرت كلمة بحر في القرآن 32 مرة ، النسبة المئوية لعدد

ذكر كلمة بحر بالنسبة إلى مجموع ذكر عدد كلمتي بحر وأرض =

32 / ( 32+ 13 ) × 100 = 71.111

2- ذكرت كلمة أرض في القرآن 13 مرة ، النسبة المئوية

لعدد ذكر كلمة أرض بالنسبة إلى مجموع عدد ذكر كلمتي بحر وأرض =

13/ ( 32 + 13) × 100= 28.888

هذه هي النسب الفعلية لنسبة سطح البحر واليابسة لسطح كوكب

الأرض الذي نعيش عليه ..

مخطط بياني يمثل أرقام سور القرآن وعدد آياتها ،

والنتيجة :

اسم ( الله )

القرآن الكريم ينشط الجهاز المناعي ويخفف التوتر

في بحث علمي أجريت تجاربه في أمريكا ..

أثبتت دراسة في مؤتمر طبي عقد في القاهرة مؤخراً عن كيفية تنشيط جهاز

المناعة بالجسم للتخلص من أخطر الأمراض المستعصية والمزمنة ، أن مستمعي

القرآن الكريم تظهر عليهم تغيرات وظيفية تدل على تخفيف درجة التوتر العصبي

التلقائي ، وقد أمكن تسجيل ذلك كله بأحدث الأجهزة العلمية وأدقها .

يقول الدكتور أحمد القاضي رئيس مجلس إدارة معهد الطب الإسلامي للتعليم

والبحوث في أمريكا وأستاذ القلب المصري الذي أشرف على البحث

في الولايات المتحدة الأمريكية :

إن ( 79 %) ممن أجريت عليهم البحوث بسماعهم لكلمات القرآن الكريم

سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين وسواء كانوا يعرفون العربية أو لا يعرفونها

ظهرت عليهم نتائج إيجابية تمثلت في انخفاض درجة التوتر العصبي

التي كانوا يعانون منها .

ويضيف القاضي : من المعروف أن التوتر يؤدي إلى نقص مستوى المناعة

في الجسم وهذا يظهر عن طريق إفراز بعض المواد داخل الجسم أو ربما حدوث

ردود فعل بين الجهاز العصبي والغدد الصماء ، ويتسبب ذلك في

إحداث خلل في التوازن الوظيفي الداخلي بالجسم ، ولذلك فإن الأثر

القرآني المهديء للتوتر يؤدي إلى تنشيط وظائف المناعة

لمقاومة الأمراض والشفاء منها ...

--------------------------------------------------------------------------------

ام نور الهدى02-20-2009, 08:57 AM
ما شاء الله كلما زاد العلم تقدما و رقيا في أي مجال و اتسع العقل البشري و توصل إلى حقيقة علمية معجزة أو غيرها(بيانية أو تشريعيةاوطبية...) إلا و ظهر أن القرآن قد سبق إلى دكرها بدقة و إحكام كبيرين مما يستدعي اليقين بأن هدا القرآن(وحي يوحى)سلم من كل تحريف بحفظ المولى عزو جل وأتى باليقين الثابت.والكلام في هدا الموضوع يطول.
جزاك الله خير الجزاء.

--------------------------------------------------------------------------------

أمين العثماني02-20-2009, 09:18 PM
ما شاء الله كلما زاد العلم تقدما و رقيا في أي مجال و اتسع العقل البشري و توصل إلى حقيقة علمية معجزة أو غيرها(بيانية أو تشريعيةاوطبية...) إلا و ظهر أن القرآن قد سبق إلى دكرها بدقة و إحكام كبيرين مما يستدعي اليقين بأن هدا القرآن(وحي يوحى)سلم من كل تحريف بحفظ المولى عزو جل وأتى باليقين الثابت.والكلام في هدا الموضوع يطول.
جزاك الله خير الجزاء.

حقيقة فالعلم في التقدم بتقدم الباحثين في نصوص القرآن الكريم والإستدلال والكشف فيه مع المقارنة بتقدم العلم الحديث.
شكرا على مرورك الذي أسعدني كثيرا أختي . جزاكي الله خيرا
والسلام عليكم ورحمته وبركاته.


--------------------------------------------------------------------------------
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 835
تاريخ التسجيل : 29/03/2014
الموقع : gmail.forumalgerie.net

https://gmail.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 : من روائع سورة يــس Empty رد: : من روائع سورة يــس

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مايو 13, 2014 12:43 am

: الحمد لله على نعمة الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم

تحذير الإسلام من إضاعة المال



حذر الإسلام من إضاعة المال؛ لأن الله عز وجل جعل به قيام الحياة، قال الله تعالى: ﴿ وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً ﴾ [النساء:5]، فالسفهاء هم اليتامى، وكل من لا يهتدي إلى وجوه النفع في الإنفاق، وإضافة المال إلى المخاطبين، إشارة إلى أن الأموال في الأصل جعلت مشتركة بين الخلق؛ ولأن الإنفاق الصحيح لها يحقق مصلحة لهم جميعاً، كما أن سوء الإنفاق يؤدي إلى الأضرار بالجميع؛ ولأن الله عز وجل جعل المؤمنين جميعاً بمنزلة النفس الواحدة، كما يفهم ذلك، من قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [النساء:29]، ولذلك حرم الإسلام "التبذير": وهو تفريق المال في غير مصلحة، "والإسراف": وهو مجاوزة الحد في الإنفاق، قال الله تعالى: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ﴾ [الإسراء:26]، وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً ﴾ [الإسراء:27]، وقال الله تعالى: ﴿ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأنعام:141]، وقال الله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف:31].

ورغب ربنا في التوسط في الإنفاق الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، والإسلام هو دين الوسط في كل أموره، قال الله تعالى: ﴿ وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ﴾ [الإسراء:29]، وقال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ﴾ [الفرقان:67].

الترف ومفاسده:

المال إذا لم يصحبه إيمان وتقوى، فإن صاحبه قد يسلك سبيل الترف، وهو أن تصل به النعمة إلى حد البطر والطغيان، والمترفون في كثير من الأحوال، هم سبب شقاء الأمم، بما يحدثونه من فساد في المجتمعات، قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً] ﴾ [الإسراء:16]، وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ﴾ [سـبأ:34].

ولما كان الشح والحرص من أعظم الأدواء التي تهلك الأمم؛ بسبب حرمان أهل الحق من حقوقهم، وبسبب طبع النفوس على الغلظة والفسق في نفوس المصابين بالشح، ومن التهالك على الدنيا والمسابقة عليها حتى نسفك بسبب ذلك الدماء وتقطع الأرحام، فإن الله عز وجل حذر أشد التحذير من هذا المرض الفتاك، قال الله تعالى: ﴿ وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [آل عمران:180]، وقال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً * الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً ﴾ [النساء:36-37]، وقال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة:34-35]، وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ* إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ * هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد:36-38]، وقال الله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ* فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ* فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ﴾ [التوبة: 75-77].

وقد أخبر الله سبحانه عن جحد الإنسان لنعم الله تعالى وإنكاره لفضله سبحانه، عندما يستغني ويأخذه الطغيان، والبطر، قال الله عز وجل: ﴿ كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى* أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق 6-7]، وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ*وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ* قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [القصص: 76-78].

كما أخبر عز وجل عن جب الإنسان للأثرة: وهو أن يستأثر الإنسان بالمال لنفسه وإن كثر ويخاف من نفاده وإذا أنفق منه شيئاً، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ قَتُوراً ﴾ [الإسراء:100].

وقد رغب الله سبحانه وتعالى في الإنفاق، والتطهر من مرض الشح، وأن ذلك سبيل الفلاح، قال الله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ﴾[ التغابن: 16-17]، وقال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر:9]، وقال الله تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة 261-263] .

وقد جعل الله عز وجل هذه دار ابتلاء واختبار، فهو سبحانه يبتلي بالغنى من يشاء، ويبتلي بالفقر من يشاء، فيعطي المال من يشاء، ويأمره بالإنفاق لذوي الحاجة وهو سبحانه قادر أن يغني عباده جميعا، ولكنها سنن الابتلاء، فأما المؤمن فيستجيب لنداء الله سبحانه، ويسارع في الإنفاق، ويقول: سمعنا وأطعنا وهو يعلم أن الله عز وجل هو مصدر هذا الخير، وأنه سبحانه يخلف خيرا مما ينفق العبد، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سـبأ:39], ويعلم كذلك أن الله عز وجل إنما أراد بما أعطاه من مال اختباره وابتلاءه كما قل عز وجل:﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾[الأنبياء:35].

وأما غير المؤمن الجاحد لنعمة الله عز وجل، فيقول ما أخبر الله عنه بقوله: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ﴾ [يّـس:47].

كما أخبر الله عز وجل عن غفلة الإنسان عن السنة الإلهية في الابتلاء فقال سبحانه: ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر 15-20].

إن ظاهرة الفقر في الناس كثرت اليوم كثرة هائلة والسبب في ذلك أن الفقير صار لا ينال حقه المفروض له من الله عز وجل، ولأن الشح والبخل انتشر في الناس ولأن الثروة التي تحت يد الدولة لا توزع توزيعاً عادلا لأبني أهلها.

فلو كانت الدولة تحسن رعاية المصالح العامة بحيث تتفقد أحوال ذوي الحاجة من الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل والمعوقين، ما بقي في الناس محتاج ولا متسول ولصارت ثقة الدولة عند الناس قوية، بحيث يسلمون إليها كل حق واجب عليهم في أموالهم وهنا يتم التكافل الاجتماعي الذي يدعو إليه الإسلام.

الإسلام قد كفل حاجة الإنسان من خلال عدة أمور إذا أحسن الناس القيام بها، منها:ـ

· الزكاة المفروضة في الأموال.

· زكاة الفطر.

· ما ينبغي أن يقوم به الأغنياء من صدقات التطوع، وهو الأمر الذي رغب فيه الإسلام كثيراً.

· الثروات التي تحصل عليها الدولة من باطن الأرض فهي حق للأمة، والدولة أمينة على هذا الحق مكلفة في صرفه في مصالح المسلمين، وأولى هذه المصالح سد حاجة المحتاجين، فإن كرامة الإنسان المسلم فوق كل مصلحة أخرى؛ ولأنه لا يوجد من يرعي هذه الطبقات المحرومة، فإنك تجد الإنفاق فيه فوضى، إذ نجد كثيرا من المحتاجين يحرمون من ضروريات الحياة، وآخرون يحصلون على أكثر مما يستحقون كما تجد في المقابل الثراء الفاحش، والمكتسب بطرق غير شرعية،

· ومن البلايا أن تجد الاحتيال على الزكاة والحقوق الواجبة عند كثير من الناس، بسبب ضعف الوازع الديني، فالقضية إذا تحتاج إلى:

§ إيمان.

§ حسن توزيع.

§ تفقد أحوال المحتاجين.

§ عطف ورحمة من الأغنياء.

§ تطهر من الشح والبخل.



تأليف فضيلة الدكتور : عبد الوهاب بن لطف الديلمي

مراجعة وتخريج: عبد الوهاب مهيوب مرشد الشرعبي


--------------------------------------------------------------------------------
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 835
تاريخ التسجيل : 29/03/2014
الموقع : gmail.forumalgerie.net

https://gmail.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى