حرب الإباحية على كاميرات المحمول
صفحة 1 من اصل 1
حرب الإباحية على كاميرات المحمول
حرب جديدة تستهدف الأسرة.. تُستخدم فيها أحدث مبتكرات العصر ومنجزات الألفية الجديدة، فمع «الجوَّال» أو «المحمول» تتعرض النساء والفتيات إلى أبشع أنواع الهجوم الأخلاقى، حيث انتشرت داخل شوارعنا وجامعاتنا «كاميرات» المحمول التى تلتقط صور النساء بدون أن يدركن ذلك، بل يسمح بعض الشباب لأنفسهم بتصوير أية فتاة أو امرأة تروق لهم! والأفدح هو سيل الصور الجنسية التى يتبادلها الشباب والفتيات فيما بينهم!
القضية أكبر من مجرد صورة؛ لأنها تدخل إلى أروقة وغرف النوم، وتحكى عن المسكوت عنه، وتفضح الكثيرين والكثيرات، وتشيع الفاحشة والعرى فى الأرض، وتتعرض لخصوصيات النساء والفتيات، وقبل وقت قصير كانت الهواتف المحمولة المزودة بكاميرات باهظة الثمن ومحدودة الانتشار، ولكنها اليوم انتشرت بشكل واسع، وصارت أسعارها أقل مما كانت عليه، وفى متناول قطاع ليس بالقليل من الشباب.
ولذلك نناقش هذه الظاهرة الخطيرة، وندق نواقيس الخطر، ونقول لكل فتاة.. احذرى، فربما رصدت كل حركاتك وسكناتك كاميرا هاتف محمول.
ابتزاز
تحكى «و. ع» - طالبة جامعية - عن كم المضايقات والمطاردات التى تتعرض لها كل يوم بسبب المحمول، وفى إحدى المرات أثناء ركوبها للحافلة قام شاب مستهتر بتسليط أشعة كاميرا المحمول الخاصة به عليها، لكنها وضعت يدها على وجهها، وقامت بالنزول على الفور من السيارة.
أما «ع. م» - طالبة ثانوى - فتؤكد أن عددًا كبيرًا من الشباب يقتنى بالفعل هذه الكاميرا مع جهازه المحمول، وكلما رأى فتاة حسنة المظهر وجميلة، يقوم بتصويرها وهى لا تدرى، ثم تفاجأ بصورتها مع أحدهم الذى قام بمعاكستها، ويهددها بأن يرسل صورتها لأهلها ويفضحها!
حجم التجارة القذرة
ويشير تقرير صادر عن رابطة الاتصالات الأمريكية إلى أن حجم تجارة الملفات الإباحية والصور الخليعة عبر شبكات الهواتف الجوالة فى ازدياد حتى بين الأطفال هناك، وأن ما قيمته «400 مليون دولار» هو مقدار تلك السوق السوداء، وأن هذا المبلغ سيصل إلى حوالى «5 مليارات دولار» بحلول عام 2010م، وأن مخاطر ذلك على الأطفال تتطلب فرض الرقابة الصارمة على شبكات المحمول، ومطاردة من يُروِّج لها! برغم وجود الكثير من الشركات الأمريكية التى تسهل لهؤلاء الأطفال عملية دخول هذه المواقع والتقاط هذه الصور وتبادلها فيما بينهم.
وصايا أب
ويقول «م. ح» - أحد أولياء الأمور -: إنه لا يسمح لبناته الطالبات الجامعيات بالوجود فى الأماكن التى تثير الشبهة، والتى ينتشر فيها الشباب، أو الجلوس مع طالبات لا يوحى مظهرهن بحسن السمعة، فقد يأتى أحدهم فجأة ويقوم بتصويرهن بطريقة غير مباشرة! ولذلك فهن يذهبن لحضور المحاضرات ويرجعن بسرعة إلى البيت، ويبتعدن عن أماكن الاختلاط، ويقمن بمغادرة المكان على الفور إذا شككن فى شيء غير طبيعى.
وتؤكد طالبة، رفضت ذكر اسمها: أنها أصبحت تخشى من تصرفات الطلبة الأثرياء الذين يتفننون فى التلصص والتجسس على البنات ومعاكستهن، حتى لو لم تكن هناك علاقة ما بهن، وإنما لمجرد التسلية بتصوير أى فتاة وتبادل صورها مع بعضهم، وهى لا تدرى! وتطالب موظفى الأمن بمنع دخول كاميرات المحمول إلى المدارس والجامعات.
ويقول «خ. أ» - طالب بكلية التجارة -: صارت هذه التقنية فى متناول أيدى المئات من الطلبة فى الجامعات، وهم يطاردون بها الفتيات، سواء الملتزمات أو غيرهن، وأنا أعرف عددًا من زملائى فى الكلية، يأتون كل يوم لالتقاط صور كثيرة للفتيات، وتبادلها فيما بينهم، وقد يتفقون مع إحدى الطالبات على تصوير زميلاتها وهن متخففات من ملابسهن فى الحمامات أو غرف الطالبات.
وتقدر إحدى الدراسات الاقتصادية الغربية حجم التجارة الإباحية الإلكترونية على الإنترنت والمحمول بـ «مليارى دولار» فى العام، مشيرة إلى تضاعفها فى المستقبل.. لكن دراسة صادرة عن المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية أكدت أن أعداد كاميرات المحمول بين أيدى الطلبة والشباب الجامعى فى زيادة مطردة، وأنها تكلف الأسر مبالغ باهظة، بينما الاستفادة منها تنحصر فى المطاردات الجنسية والإباحية! وحذرت من سماح أولياء الأمور لأبنائهم بشرائها؛ لأنها ضد الدين والأخلاق وقيم المجتمع الإسلامى.
مرض العصر
وعن أسباب الظاهرة يتعجب الدكتور يسرى عبد المحسن - أستاذ الطب النفسى - من «موضة» كاميرا الجوَّال التى تفشى أسرار الفرد والأسرة والمجتمع، وتعتدى على الخصوصية، وتتدخل فى حياة الإنسان الخاصة، حيث تسجل صوره بدون علمه ومعرفته، وهذه الظاهرة نتيجة منطقية لشيوع ثقافة «الفيديو كليب» التى انتشرت وتضخمت حتى أضحت مرض العصر! .
ويؤكد د. يسرى أن أبناء الطبقة الثرية يستغلون ثراءهم والتكنولوجيا فى معاكسة الفتيات فى أى مكان: فى الجامعة أو المدرسة أو الشارع.. وهو ما لم يكن موجودًا فى الجيل الماضى الذى كان الحياء والاحترام هما لغته، أما جيل اليوم فقد مارس كل شيء ولم يصل إلى أى نتيجة؛ لأنه ضائع وتائه ومشرد فى مجتمع طارد له، قاسٍ عليه، وفى أسرة تغلب عليها لغة المادة والمظاهر قبل لغة الأخلاق والتربية السليمة.
وبسؤال أحد المسئولين بوزارة الداخلية، ذكر أنه لا يوجد حتى الآن قانون مصرى يعاقب الشباب الذين يستخدمون كاميرات المحمول فى ترويج الصور المنافية للآداب، مؤكدًا أن هذه الظاهرة عرّضت الحياة للفوضى، وأنه يجب أن يصدر قانون يُحرِّم هذه الفعلة الشنعاء! وقال: إنه فى حالة تقدم الفتاة أو أهلها ببلاغ رسمى للسلطات.. ساعتها - فقط - يمكن النظر فى الموضوع، أما فيما عدا ذلك فلا يمكن اتخاذ أى إجراء قانونى.
رقابة الأسرة
أما عن رأى الشرع فى تفاقم وازدياد هذه الظاهرة التى تنذر بالخطر، فيقول الدكتور محمد إبراهيم الفيومى - عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: لا شك أن الإسلام اهتم بخصوصية البيت والإنسان، وأتاح لهما مساحة من الحرية التى لا عدوان عليها، ومن ذلك حرية المرء فى بيته، فلا يمكن أن يعتدى عليه أحد، وهو آمن فى مسكنه، كذلك من أفدح الجرائم أن يعتدى شخص على آخر بتصويره، وهو لا يدرى؛ لأن ذلك انتهاك لحرمته، فضلاً عن بشاعة العقاب الذى ينتظره فى الآخرة بسبب تتبعه لعورات النساء وهن لا يدرين، واستغلال ذلك فى الابتزاز والمساومة وتخريب البيوت، والدعوة إلى الزنا والعلاقات غير السوية، خارج إطار الزواج!
وشيوع هذه الظاهرة إنما حدث من منطلق الحرية التى تركها الآباء والأمهات لأبنائهم، وهى فوضى أكثر منها حرية، وليست من الإسلام! ولابد من أن يعود للبيت دوره التربوى، كما كان فى السابق، بالرقابة الفاعلة المشددة على تصرفات الأبناء والبنات، وعدم شراء أجهزة المحمول لهم أو السماح لهم بالدخول على المواقع الإباحية على الإنترنت.
القضية أكبر من مجرد صورة؛ لأنها تدخل إلى أروقة وغرف النوم، وتحكى عن المسكوت عنه، وتفضح الكثيرين والكثيرات، وتشيع الفاحشة والعرى فى الأرض، وتتعرض لخصوصيات النساء والفتيات، وقبل وقت قصير كانت الهواتف المحمولة المزودة بكاميرات باهظة الثمن ومحدودة الانتشار، ولكنها اليوم انتشرت بشكل واسع، وصارت أسعارها أقل مما كانت عليه، وفى متناول قطاع ليس بالقليل من الشباب.
ولذلك نناقش هذه الظاهرة الخطيرة، وندق نواقيس الخطر، ونقول لكل فتاة.. احذرى، فربما رصدت كل حركاتك وسكناتك كاميرا هاتف محمول.
ابتزاز
تحكى «و. ع» - طالبة جامعية - عن كم المضايقات والمطاردات التى تتعرض لها كل يوم بسبب المحمول، وفى إحدى المرات أثناء ركوبها للحافلة قام شاب مستهتر بتسليط أشعة كاميرا المحمول الخاصة به عليها، لكنها وضعت يدها على وجهها، وقامت بالنزول على الفور من السيارة.
أما «ع. م» - طالبة ثانوى - فتؤكد أن عددًا كبيرًا من الشباب يقتنى بالفعل هذه الكاميرا مع جهازه المحمول، وكلما رأى فتاة حسنة المظهر وجميلة، يقوم بتصويرها وهى لا تدرى، ثم تفاجأ بصورتها مع أحدهم الذى قام بمعاكستها، ويهددها بأن يرسل صورتها لأهلها ويفضحها!
حجم التجارة القذرة
ويشير تقرير صادر عن رابطة الاتصالات الأمريكية إلى أن حجم تجارة الملفات الإباحية والصور الخليعة عبر شبكات الهواتف الجوالة فى ازدياد حتى بين الأطفال هناك، وأن ما قيمته «400 مليون دولار» هو مقدار تلك السوق السوداء، وأن هذا المبلغ سيصل إلى حوالى «5 مليارات دولار» بحلول عام 2010م، وأن مخاطر ذلك على الأطفال تتطلب فرض الرقابة الصارمة على شبكات المحمول، ومطاردة من يُروِّج لها! برغم وجود الكثير من الشركات الأمريكية التى تسهل لهؤلاء الأطفال عملية دخول هذه المواقع والتقاط هذه الصور وتبادلها فيما بينهم.
وصايا أب
ويقول «م. ح» - أحد أولياء الأمور -: إنه لا يسمح لبناته الطالبات الجامعيات بالوجود فى الأماكن التى تثير الشبهة، والتى ينتشر فيها الشباب، أو الجلوس مع طالبات لا يوحى مظهرهن بحسن السمعة، فقد يأتى أحدهم فجأة ويقوم بتصويرهن بطريقة غير مباشرة! ولذلك فهن يذهبن لحضور المحاضرات ويرجعن بسرعة إلى البيت، ويبتعدن عن أماكن الاختلاط، ويقمن بمغادرة المكان على الفور إذا شككن فى شيء غير طبيعى.
وتؤكد طالبة، رفضت ذكر اسمها: أنها أصبحت تخشى من تصرفات الطلبة الأثرياء الذين يتفننون فى التلصص والتجسس على البنات ومعاكستهن، حتى لو لم تكن هناك علاقة ما بهن، وإنما لمجرد التسلية بتصوير أى فتاة وتبادل صورها مع بعضهم، وهى لا تدرى! وتطالب موظفى الأمن بمنع دخول كاميرات المحمول إلى المدارس والجامعات.
ويقول «خ. أ» - طالب بكلية التجارة -: صارت هذه التقنية فى متناول أيدى المئات من الطلبة فى الجامعات، وهم يطاردون بها الفتيات، سواء الملتزمات أو غيرهن، وأنا أعرف عددًا من زملائى فى الكلية، يأتون كل يوم لالتقاط صور كثيرة للفتيات، وتبادلها فيما بينهم، وقد يتفقون مع إحدى الطالبات على تصوير زميلاتها وهن متخففات من ملابسهن فى الحمامات أو غرف الطالبات.
وتقدر إحدى الدراسات الاقتصادية الغربية حجم التجارة الإباحية الإلكترونية على الإنترنت والمحمول بـ «مليارى دولار» فى العام، مشيرة إلى تضاعفها فى المستقبل.. لكن دراسة صادرة عن المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية أكدت أن أعداد كاميرات المحمول بين أيدى الطلبة والشباب الجامعى فى زيادة مطردة، وأنها تكلف الأسر مبالغ باهظة، بينما الاستفادة منها تنحصر فى المطاردات الجنسية والإباحية! وحذرت من سماح أولياء الأمور لأبنائهم بشرائها؛ لأنها ضد الدين والأخلاق وقيم المجتمع الإسلامى.
مرض العصر
وعن أسباب الظاهرة يتعجب الدكتور يسرى عبد المحسن - أستاذ الطب النفسى - من «موضة» كاميرا الجوَّال التى تفشى أسرار الفرد والأسرة والمجتمع، وتعتدى على الخصوصية، وتتدخل فى حياة الإنسان الخاصة، حيث تسجل صوره بدون علمه ومعرفته، وهذه الظاهرة نتيجة منطقية لشيوع ثقافة «الفيديو كليب» التى انتشرت وتضخمت حتى أضحت مرض العصر! .
ويؤكد د. يسرى أن أبناء الطبقة الثرية يستغلون ثراءهم والتكنولوجيا فى معاكسة الفتيات فى أى مكان: فى الجامعة أو المدرسة أو الشارع.. وهو ما لم يكن موجودًا فى الجيل الماضى الذى كان الحياء والاحترام هما لغته، أما جيل اليوم فقد مارس كل شيء ولم يصل إلى أى نتيجة؛ لأنه ضائع وتائه ومشرد فى مجتمع طارد له، قاسٍ عليه، وفى أسرة تغلب عليها لغة المادة والمظاهر قبل لغة الأخلاق والتربية السليمة.
وبسؤال أحد المسئولين بوزارة الداخلية، ذكر أنه لا يوجد حتى الآن قانون مصرى يعاقب الشباب الذين يستخدمون كاميرات المحمول فى ترويج الصور المنافية للآداب، مؤكدًا أن هذه الظاهرة عرّضت الحياة للفوضى، وأنه يجب أن يصدر قانون يُحرِّم هذه الفعلة الشنعاء! وقال: إنه فى حالة تقدم الفتاة أو أهلها ببلاغ رسمى للسلطات.. ساعتها - فقط - يمكن النظر فى الموضوع، أما فيما عدا ذلك فلا يمكن اتخاذ أى إجراء قانونى.
رقابة الأسرة
أما عن رأى الشرع فى تفاقم وازدياد هذه الظاهرة التى تنذر بالخطر، فيقول الدكتور محمد إبراهيم الفيومى - عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر: لا شك أن الإسلام اهتم بخصوصية البيت والإنسان، وأتاح لهما مساحة من الحرية التى لا عدوان عليها، ومن ذلك حرية المرء فى بيته، فلا يمكن أن يعتدى عليه أحد، وهو آمن فى مسكنه، كذلك من أفدح الجرائم أن يعتدى شخص على آخر بتصويره، وهو لا يدرى؛ لأن ذلك انتهاك لحرمته، فضلاً عن بشاعة العقاب الذى ينتظره فى الآخرة بسبب تتبعه لعورات النساء وهن لا يدرين، واستغلال ذلك فى الابتزاز والمساومة وتخريب البيوت، والدعوة إلى الزنا والعلاقات غير السوية، خارج إطار الزواج!
وشيوع هذه الظاهرة إنما حدث من منطلق الحرية التى تركها الآباء والأمهات لأبنائهم، وهى فوضى أكثر منها حرية، وليست من الإسلام! ولابد من أن يعود للبيت دوره التربوى، كما كان فى السابق، بالرقابة الفاعلة المشددة على تصرفات الأبناء والبنات، وعدم شراء أجهزة المحمول لهم أو السماح لهم بالدخول على المواقع الإباحية على الإنترنت.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى