ان له لحافظون
صفحة 1 من اصل 1
ان له لحافظون
[size=32]وقبل سنوات هل كان الإسلاميون في الدول العلمانية يحلمون أن يصل مرشح منهم لمقعد واحد في البرلمان.. وهاهم الآن أكثرية في البرلمانات، ووصلوا إلى رئاسة الجمهوريات، ولم يستطع أعداؤهم النيل منهم إلا بالاجتماع على [/size][size=32]المكر[/size][size=32] والكيد والكذب والبهتان، فالمستقبل مشرق للإسلام، رضي من رضي، وغضب من غضب.
وأختم مقالي مذكرا نفسي وأفراد الأمة وأحزابها ودولها: إن مشيئة الله تعالى نافذة، وقدره محتوم، ولن ترده دول ولا أحزاب ولا أفراد مهما عظم جمعهم، وكثرت قوتهم، وتعدد مكرهم، وأن ولاء المسلم يجب أن يكون لله تعالى ولدينه ولو خالف هوى نفسه وحظوظها، وأن معاداة التيارات الإسلامية لحظوظ النفس أو دعما لأحزاب أو دول لن ينجي صاحبه يوم القيامة، ولن يرحمه التاريخ..
فكون الدولة أو الحزب أو الفرد يفقد بعض المكاسب السياسة أو الاقتصادية فيما لو فاز التيار الإسلامي لا يبيح له معاداته، والانضمام مع أعداء الملة والدين ممن يريدون تصفية الإسلام جملة وتفصيلا، كما أن التاريخ لن يرحم من كان كذلك، ولنا عبرة في أخبار السابقين؛ فهرقل عظيم الروم اقتنع بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام، وكاد أن يسلم لولا أنه خشي على ملكه، فخسر ملكه مع خسارته للإسلام نعوذ بالله من الخذلان، وأبو عبد الله الزغل الغرناطي باع غرناطة لفرناندو قائد الصليبيين بأحمال الجمال ذهبا ومالا، فلم يرحمه التاريخ، وكانت نهايته في المغرب متسولا عند أحد المساجد، قد وضع لوحة على صدره: (ارحموا آخر ملوك الأندلس) هذا غير الجزاء الأخروي.
وفي مقابل ذلك رفض المعتمد بن عباد رحمه الله تعالى أن يتحالف مع القائد الصليبي الأذفونش، وتحالف مع يوسف بن تاشفين مع أنه ترجح لديه أن يوسف بن تاشفين سينزع الملك منه، لكنه آثر أن يخسر الملك على أن يخسر دينه وآخرته، وقال قولته المشهورة التي تستدر الدمع: رعي الجمال مع ابن تاشفين خير من رعي الخنازير مع الأذفونش، ويقيني أني مع ابن تاشفين أرضي الله تعالى، ولو كنت مع الأذفونش فإن يقيني أني أسخط الله تعالى. وها نحن نحمد فعله، ونبكي من مقولته، ونترحم عليه بعد نحو عشرة قرون من مقولته الخالدة، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
ونتذكر أيضا رفض السلطان عبد الحميد بيع فلسطين لهرتزل مقابل تسديد الديون لئلا تسقط الدولة العثمانية، ويخسر السلطان عرشه، وكتب رسالة له قال فيها:
انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة.اهـ
وها نحن ننقل رسالته تلك ونقرؤها، ونغتبط بها بعد أكثر من مئة سنة من كتابتها، وندعو له بسببها، فحفظ المبادئ يبقى ذكره، والعروش تزول. رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
فاللهم اجعل ولاءنا لك ولدينك ولعبادك المؤمنين، واحفظ إخواننا في مصر وتركيا بما تحفظ به عبادك الصالحين، وأبطل كيد الكائدين، وامكر بالماكرين، واكفنا شر أعدائنا من الصهاينة والصليبيين والصفويين، إنك سميع مجيب.[/size]
وأختم مقالي مذكرا نفسي وأفراد الأمة وأحزابها ودولها: إن مشيئة الله تعالى نافذة، وقدره محتوم، ولن ترده دول ولا أحزاب ولا أفراد مهما عظم جمعهم، وكثرت قوتهم، وتعدد مكرهم، وأن ولاء المسلم يجب أن يكون لله تعالى ولدينه ولو خالف هوى نفسه وحظوظها، وأن معاداة التيارات الإسلامية لحظوظ النفس أو دعما لأحزاب أو دول لن ينجي صاحبه يوم القيامة، ولن يرحمه التاريخ..
فكون الدولة أو الحزب أو الفرد يفقد بعض المكاسب السياسة أو الاقتصادية فيما لو فاز التيار الإسلامي لا يبيح له معاداته، والانضمام مع أعداء الملة والدين ممن يريدون تصفية الإسلام جملة وتفصيلا، كما أن التاريخ لن يرحم من كان كذلك، ولنا عبرة في أخبار السابقين؛ فهرقل عظيم الروم اقتنع بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام، وكاد أن يسلم لولا أنه خشي على ملكه، فخسر ملكه مع خسارته للإسلام نعوذ بالله من الخذلان، وأبو عبد الله الزغل الغرناطي باع غرناطة لفرناندو قائد الصليبيين بأحمال الجمال ذهبا ومالا، فلم يرحمه التاريخ، وكانت نهايته في المغرب متسولا عند أحد المساجد، قد وضع لوحة على صدره: (ارحموا آخر ملوك الأندلس) هذا غير الجزاء الأخروي.
وفي مقابل ذلك رفض المعتمد بن عباد رحمه الله تعالى أن يتحالف مع القائد الصليبي الأذفونش، وتحالف مع يوسف بن تاشفين مع أنه ترجح لديه أن يوسف بن تاشفين سينزع الملك منه، لكنه آثر أن يخسر الملك على أن يخسر دينه وآخرته، وقال قولته المشهورة التي تستدر الدمع: رعي الجمال مع ابن تاشفين خير من رعي الخنازير مع الأذفونش، ويقيني أني مع ابن تاشفين أرضي الله تعالى، ولو كنت مع الأذفونش فإن يقيني أني أسخط الله تعالى. وها نحن نحمد فعله، ونبكي من مقولته، ونترحم عليه بعد نحو عشرة قرون من مقولته الخالدة، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
ونتذكر أيضا رفض السلطان عبد الحميد بيع فلسطين لهرتزل مقابل تسديد الديون لئلا تسقط الدولة العثمانية، ويخسر السلطان عرشه، وكتب رسالة له قال فيها:
انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية، ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة.اهـ
وها نحن ننقل رسالته تلك ونقرؤها، ونغتبط بها بعد أكثر من مئة سنة من كتابتها، وندعو له بسببها، فحفظ المبادئ يبقى ذكره، والعروش تزول. رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
فاللهم اجعل ولاءنا لك ولدينك ولعبادك المؤمنين، واحفظ إخواننا في مصر وتركيا بما تحفظ به عبادك الصالحين، وأبطل كيد الكائدين، وامكر بالماكرين، واكفنا شر أعدائنا من الصهاينة والصليبيين والصفويين، إنك سميع مجيب.[/size]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى