ورد في الأثر: تعلموا العربية فإنها من الدين.
صفحة 1 من اصل 1
ورد في الأثر: تعلموا العربية فإنها من الدين.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
الدقة المتناهية في اللغة العربية :
أيها الأخوة الكرام؛ ورد في الأثر أنه قد قيل: " تعلموا العربية فإنها من الدين ". لأن هذه اللغة العربية لغة القرآن، قال تعالى:
﴿إِنّا أَنزَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعقِلونَ﴾
[ سورة يوسف: ٢]
الحقيقة لو الإنسان تعمق في هذه اللغة لوجد فيها أشياء دقيقة جداً.
هي أول شيء لغة اشتقاقية، أي يوجد جد وأب وأبناء. الجد هو المصدر، أحد أولاده الفعل الماضي، والمضارع، والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول، واسم المكان، واسم الزمان، واسم الآلة، واسم التفضيل.
عرف فعل ماض، يعرف فعل مضارع، اعرف أمر، عارف اسم فاعل، معروف اسم مفعول، معرفة مصدر، أي وجد دقة في اللغة متناهية.
فلذلك أحد الأساتذة في اللغة العربية سأله طالب قال له: هذه اللغة معقدة، قال له: لماذا؟ قال له: مرة ث، مرة س، قال له: أتحب أن يقال: كسر الله من أمثالك أم كثر الله أمثالك؟ والمسافة كبيرة جداً بينهما، أي تعدد المرادفات في اللغة شيء يلفت النظر، كلمة رأى مثلاً قد تكون هذه الرؤيا قلبية وليست بصرية، تقول: رأيت العلم نافعاً رؤيا قلبية لا بصرية، قد تقول: نظرت إليه شذراً أي مع الاحتقار، قد تقول: لاح شيء أي ظهر واختفى، لمح نظر وأعرض، شخص يمشي في الطريق باب مفتوح لم ينتبه لمح امرأة غض بصره، لاح شيء ظهر واختفى، لاح نجم بين السحب، السحب تمشي بدقيقة واحدة ابتعدت عن النجم فظهر ثم اختفى، رأى غير نظر، الآن حملق من شدة الدهشة ظهر حملاق العين أي باطن الجفن أحمر، حدّج: نظر إلى الشيء مع المحبة، نظر شزراً: رؤية مع احتقار، شخص: مع الخوف، رنا مع السرور، رنوت إلى المنظر، يوجد رنا، وحدج، وبحلق، وحدق، ونظر شزراً، وشخص، يوجد سبعون فعلاً في اللغة العربية كلها تعني النظر، إلا أن كل فعل يعني حالة خاصة من النظر، هذه سموها: اتساع العربية في التعبير.
عظمة اللغة العربية و دقتها :
الذي دعاني إلى طرح هذا الموضوع، قوله تعالى:
﴿ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى ﴾
[ سورة التوبة: ٤٠]
الواو حرف عطف، الآية تقول،
﴿ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا ﴾
شيء بليغ معطوفة، لأننا إذا قرأنا هذه القراءة المعنى فاسد، وجعل كلمة الذين كفروا سفلى بعد أن كانت عليا، وإذا قلنا: وكلمة الله هي العليا بعد أن كانت سفلى مستحيل، وجعل كلمةَ الذين كفروا السفلى وقف. الواو واو الاستئناف، وكلمة الله هي العليا دائماً، أمره هو النافذ، أي شيء لطيف جداً، إنسان يتابع القضايا التي ممكن أن تكون فيها الأشياء مبسطة، كتاب صغير بالسهرة تقرأ صفحة ممكن أن ترى كتاباً لا يحتاج إلى معلم، لكن هذه لغتك لغة القرآن، لغة هذا الدين، وفي بعض الآثار: لغة أهل الجنة، والحقيقة فيها أشياء مدهشة.
أحياناً باللغة العربية يوجد للحرف معنى، الغين كل شيء غاب عنك، غاب، غرق، غيبة، الراء فيها معنى التكرار، جرّ، كرّ، مرّ، الراء المشددة تعطي معنى الاستمرار، القاف تعطي معنى الصدم؛ طرق، لصق. الغريق أول شيء يختفي عن الأنظار، تتالى سقوطه وضعنا الراء، ارتطم بالقاع وضعنا القاف، هناك الاشتقاق الأكبر أي لكل حرف معنى.
في اللغة العربية كل كلمة فيها سين؛ نفس، أنس، حس، الشعور الداخلي يقابله السين، الشيء الغامض الغين، الشيء المتتالي الراء، الشيء الذي يؤدي لاصطدام القاف، لذلك:
﴿إِنّا أَنزَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا ﴾
[ سورة يوسف: ٢]
للتوضيح؛ نحن عندنا أصل الجملة مسند ومسند إليه، عندنا في اللغة العربية مفرد أو جملة، هل تصدقون حرفاً واحداً جملة، و ثلاث عشرة كلمة مفردة.
سأضرب مثلاً: لو قلنا: رئيس مجلس إدارة مؤسسة إعادة تسيير الخط الحديدي الحجازي في القطر العربي السوري، كم كلمة؟ ثلاث عشرة مفردة، لم يأت الخبر إذاً لا يوجد إسناد، الأصل في الجملة الإسناد، مسند ومسند إليه، خرج خالد أسندنا الخروج إلى خالد، الجو ممطر أسندنا المطر للجو، قد يكون فعل وفاعل، أو مبتدأ وخبر، إذا لم يكن هناك إسناد لن يكون هناك جملة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة إعادة تسيير الخط الحديدي الحجازي في القطر العربي السوري مفرد، ثلاث عشرة كلمة ولم تخبر عنه، وكلمة قِ هذه جملة، الماضي وقى، والمضارع يقي، والأمر قِ، معنى هذا أنه يوجد فعل وفاعل، أصبحا جملة، فدقة هذه اللغة تقتدي أن تكون اللغة العربية لغة القرآن، لغة هذه الأمة.
مرة كنت في أستراليا وطلب مني أن ألقي محاضرة في أهم مدرسة مدرسة أنشأها أحد ملوك المملكة، هي في الحقيقة جامعة، وفي أستراليا كلهم عرب مسلمون، نزلت إلى قاعة المحاضرات يوجد على الطاولة كرسيان، لمن هذا الكرسي الثاني؟ قالوا: للمترجم، هؤلاء الطلاب لا يفهمون كلمة واحدة من اللغة العربية، وهذه مشكلة الجاليات كلها في العالم، الطفل المسلم يتكلم الإنكليزية فقط.
كنا مرة في فرنسا، سبع و خمسون مدرسة لتعليم أبناء اليهود اللغة العبرية، ومدرستان فقط في فرنسا لتعليم اللغة العربية، مدرستان لعشرة ملايين و سبع و خمسون مدرسة لتعليم اللغة العبرية، فعندما نهمل لغتنا ألغينا انتماء الابن لأمته، وهذه مشكلة الجاليات الأولى في العالم العربي.
حاجة الحياة إلى علم و تخطيط :
أخواننا الكرام؛ الحياة أنا لا أقول معقدة، ولكن ليست سهلة إن لم يكن هناك علم، خطة، تخطيط، إن لم تخطط يخطط لك، الشيء الغريب أن كل البضائع لها سعر محدد، يسمون هذا: العرض والطلب، هذا السعر خاضع للعرض والطلب، ففي عقود التراضي الأصل بالعقد التراضي إلا عقود السلاح عقود إذعان، صاروخ الباتريوت ثمنه يقدر بمليونين و نصف دولار، شيء غير معقول، عقود السلاح عقود إذعان، السلاح إلى ماذا يحتاج؟ يحتاج إلى حرب، ومن أين تأتي الحرب؟ بخلق بؤر توتر في العالم، نقسم الهند إلى هندوس ومسلمين، بنغلادش مسلمون، والهند هندوس، ونبقي إقليم كشمير مسلماً عند الهنود، نشأت حرب دمرت مئتي دبابة، نبقي قطعة من فلسطين مع اليهود، قام في سبع و ستين سنة أربعة حروب أو خمسة استهلكت ثلثي ميرانيات الدول العربية، الحرب هذه خطة الغرب، يبيعك سلاح بعقود إذعان، وليس عقود تراض، والإذعان يحتاج إلى بؤرة توتر، بؤرة في السودان الشمالي والجنوبي.
أنا أذكر مرة وزير خارجية بريطاني غريب تصريحه قال: نحن سبب المشكلات في العالم، يخلق بؤرة توتر، العرب وإسرائيل، السودان الشمالي والجنوبي، هند وبنغلادش، هذه بؤر التوتر في العالم هذه تستدعي شراء السلاح، والسلاح عقوده إذعان، أي عشرة أضعاف، عشرون ضعفاً، مئة ضعف، أحياناً لا تقدر، أنت سوف تنتهي تأخذ عقوداً.
لذلك إن لم تخطط يخطط لك، إن لم تصح تكن رقماً تافهاً في خطة عدوك.
بطولة الإنسان أن يعد لساعة الموت عدتها :
أنا أقول: الإنسان له دائرة يملكها، ودائرة لا يملكها، كل شخص منكم يملك نفسه، بيته، عمله، هذه الدوائر الثلاث يملكها، نقول له: أقم أمر الله فيما تملك يكفك ما لا تملك، القضية خطيرة، عشنا، كبرنا، متنا، ماذا بعد ذلك؟ هذه النهاية، يموت معظم الناس دون أن يشعر.
يقول لك: أنا درست في القاهرة، وأنا الآن مهندس، يتكلم عن واقعه، وعن ماضيه، لكن لا يوجد واحد بالألف يعيش المستقبل، إذا الإنسان عاش المستقبل، ما أخطر حدث في المستقبل؟ مغادرة الدنيا إلى قبر، جالس في منزل، غرفة نوم، صالون، غرفة جلوس، شرفة مطلة على منظر جميل، عندك زوجة تحبها وتحبك، أولاد، بنات، أهل، أقارب، لقاءات، سهرات، نزهات، اجتماعات، طعام، شراب، ثياب، أعياد، من هذه الحالة إلى القبر، من هو الذكي؟
أعرف شخصاً بفترة معينة كان البيت في الشام سعره ستة ملايين أصبح عشرة ملايين، ثمن بيته في ذلك الوقت كان مئة و ثمانين مليوناً، هو والد صديقي، توفي بأيام مطيرة، أنا كنت مع المشيعين في الجنازة، في أحد مقابر دمشق الكبرى اشتروا قبراً فتحوه يوجد مياه سوداء، أي مياه المجاري تسربت إلى القبر، سألوا ابنه؟ قال: ماذا يمكننا أن نفعل ضعوه، أنا أعرف بيته، سعره مئة و ثمانون مليوناً، جناح شرقي، جناح غربي، الثريات شيء لا يصدق، هو تاجر تحف، وغني كبير، فبيته من التحف، والله عنده فازات طولها حوالي المترين تقريباً، سعر كل فاز بالمليون، فهذا الشخص كان مصيره بقبر فيه مياه سوداء.
أنا أقول: كل ذكائنا وعقلنا وبطولتنا في المستقبل، في المصير، عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبق لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت، والله يا أخوان منتهى العقل والذكاء والتوفيق والنجاح والفلاح أن نعد لهذه الساعة التي لابد منها، هل يستطيع الإنسان أن يقول: أنا لا أموت؟ لا يستطيع.
مرة كنت بأمريكا ولي صديق كبير جراح قلب، كنت عنده بالعيادة، فوجدت حائطاً كبيراً فيه رف من الحائط للحائط كله أضابير، قلت له: ما هذا؟ قال لي: هؤلاء مرضاي الذين توفوا بالقانون الأمريكي يجب أن يحتفظ بالإضبارة خمس سنوات، لو خطر لابنه أن يقيم دعوى على الطبيب أنه لم يعالجه معالجة جيدة تكون الغرامات سبعون مليوناً، فالأطباء يؤمّنون، أولاً لا يوجد طبيب لا يؤمِّن ضد دعوى اتهامه بعدم الدقة في معالجة المرضى، ويبقي الأضابير، سألته سؤالاً: أنت طبيب قلب وتعالج شخصاً معه مرض قلب، ما الملاحظات العامة؟ قال لي: انهيار كامل، فإذا الشخص لم يدخل الآخرة في حسابه ورأى نفسه أصيب بمرض عضال احتمال أن ينقله إلى القبر، ينهار كلياً مقابل هذا الشيء.
والله أعرف شخصاً لا يوجد شاب من الأسرة الكبيرة إلا وزوجه على حسابه، هو غني كبير، أحب أن ينفق هذا المال، هذا الشخص متى مات؟ مات ليلة القدر وهو يقرأ القرآن، أحد علماء مصر عبد الحميد الكشك كان دعائه دائماً: يا رب خذني وأنا ساجد، وفعلاً في أحد الأيام قبل أن يصعد المنبر صلى ركعتي السنة وتوفي وهو ساجد.
أنا أقول: أدخل المستقبل في حسابك أنك سوف تغادر، بيتي واسع لكن يوجد قبر، هذه غرفة جميلة لكن يوجد قبر، أنا أرى البطولة والذكاء أن تعد لهذه الساعة التي لابد منها. هذه لا تلغي الدراسة، ولا تلغي إنشاء معمل، ولا كسب المال، كله مسموح لكن وفق المنهج.
فالإنسان يدخل موضوع الموت في حسابه، لذلك من السنة النبوية أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يضطجع بين السنة والفرض ويتفكر في الموت، أكثروا ذكر هادم اللذات، مفرق الأحباب، مشتت الجماعات، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارق، واعمل ما شئت فإنك مجزي به.
العاقل من يدخل الموت في حساباته :
أنا أريد في هذا اللقاء الطيب أن تدخل الموت في حسابك، تعمل وتؤسس معملاً، عفواً والله يوجد ملمح في الحديث شيء لا يصدق قال صلى الله عليه وسلم:
(( إذا قامت الساعة..))
يوم القيامة انتهى كل شيء:
(( وفي يد أحدكم فسيلة - النخلة الصغيرة - فليغرسها))
[البزار في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه ]
وفي يد أحدكم غرسة فليغرسها، هل يوجد أبلغ من هذا الكلام بعملك؟ بإنجازك؟ بصناعتك؟ بزراعتك؟ بوظيفتك؟ لكن لا تنس الموت، الموت أدخله في حساباتك.
نحن عندنا بالشام يوجد نعوات، سألت مرة أحد الموظفين في دفن الموتى: كم حالة وفاة بالشام كل يوم؟ قال لي: مئة تقريباً، كم نعوة؟ خمسون، أي نصف الأسر التي توفي أحد أقاربها تقوم بصنع نعوة على الحائط ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا وسيتخطى غيرنا إلينا فلنتخذ حذرنا.
فلان مات - رحمة الله عليه - هذا عميد أسرتهم، هذا الطبيب، هذا المحامي، كل يوم يوجد خمسين نعوة بالشام مكتوبة على الأعمدة والجدران، ولابد من يوم يقرأ الناس نعوتك، هذا اليوم هو أخطر يوم بحياتك، فكر فيه، أعد له العدة.
والله يا أخوان أنا لا أتكلم من فراغ، الموت كأنه لا يدخل بحساب الناس كلياً، لخصت حياة الغرب: زرت أمريكا عدة مرات لخصتها بما يلي: هناك الأشخاص يعيشون لحظتهم فقط، والهدف هو الرفاه، أما موت، جنة، نار، آخرة، حساب، عذاب، فهذا كله لا يدخل بحساباتهم.
مرة قال لي شخص جالس بجلسة، فيها خمسون شخصاً، ببيت كبير جد بالصيف، دعوة سهرة، يبدو أنه صديق أحد المدعوين، لكن أغلب الظن كان ملحداً، قال لي: تقول إن المؤمن سعيد لكنه ليس سعيداً، قلت له: كيف؟ قال سوف أقول لك، إذا كان هناك موجة حر شديدة سوف يتحملها المؤمن، وإذا كان هناك موجة غلاء أيضاً سوف يتحملها، ليس له ولا ميزة، قلت له: إذا شخص عنده خمسة أولاد، ودخله أربعة ألاف ليرة لا يكفيه ثمن خبز، ويسكن ببيت غرفة واحدة أجرة، قال لي: نعم، قلت له: عنده عم يملك خمسين مليوناً وليس عنده أولاد، قال: نعم، قلت له: مات بحادث ماذا حدث؟ أخذ هو الخمسين مليوناً، هذا الشخص، هذا الفقير عندما مات عمه وليس عنده أولاد، ومعه خمسون مليوناً، انتقلت كلها لهذا الشخص، هذا متى يقبضها؟ يحتاج إلى سنة معاملات، وحصر إرث، وإجراءات معقدة جداً بالعالم كله، لماذا في هذا العام الذي بين موت عمه وبين قبض المبالغ أسعد إنسان؟ قال لي: فعلاً سعيد، إن رأى سيارة فخمة يقول: سوف آخذها أو فيلا فخمة، دخل بالوعد، اسمع القرآن:
﴿أَفَمَن وَعَدناهُ وَعدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقيهِ كَمَن مَتَّعناهُ مَتاعَ الحَياةِ ﴾
[ سورة القصص: ٦١]
من هو المؤمن؟ إذا كان هناك موجة غلاء يتحملها، صحيح إذا كان هناك موجة حر يتحملها مثله مثل الناس لكن هو موعود بالجنة، هذا الوعد بالجنة يمتص كل متاعبه:
﴿أَفَمَن وَعَدناهُ وَعدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقيهِ كَمَن مَتَّعناهُ مَتاعَ الحَياةِ الدُّنيا ثُمَّ هُوَ يَومَ القِيامَةِ مِنَ المُحضَرينَ﴾
[ سورة القصص: ٦١]
فالموضوع والله خطير يا أخوان، موضوع سعادة أو شقاء، موضوع أبد، مليار سنة، أكبر أكبر رقم تتصوره إذا نسب للانهاية صفر، الله وعدك بجنة للأبد، هذه لا نضحي فيها من أجل عشر سنوات، من أجل شهوات طارئة.
ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها: والآية تقول:
﴿أَفَمِن هذَا الحَديثِ تَعجَبونَ*وَتَضحَكونَ وَلا تَبكونَ﴾
[ سورة النجم: ٥٩-٦٠]
كل شخص منا يوجد لحظة سوف يغادر الدنيا فيها، متى؟ لا نعرف، فالبطولة أن تستعد لها.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
الدقة المتناهية في اللغة العربية :
أيها الأخوة الكرام؛ ورد في الأثر أنه قد قيل: " تعلموا العربية فإنها من الدين ". لأن هذه اللغة العربية لغة القرآن، قال تعالى:
﴿إِنّا أَنزَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُم تَعقِلونَ﴾
[ سورة يوسف: ٢]
الحقيقة لو الإنسان تعمق في هذه اللغة لوجد فيها أشياء دقيقة جداً.
هي أول شيء لغة اشتقاقية، أي يوجد جد وأب وأبناء. الجد هو المصدر، أحد أولاده الفعل الماضي، والمضارع، والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول، واسم المكان، واسم الزمان، واسم الآلة، واسم التفضيل.
عرف فعل ماض، يعرف فعل مضارع، اعرف أمر، عارف اسم فاعل، معروف اسم مفعول، معرفة مصدر، أي وجد دقة في اللغة متناهية.
فلذلك أحد الأساتذة في اللغة العربية سأله طالب قال له: هذه اللغة معقدة، قال له: لماذا؟ قال له: مرة ث، مرة س، قال له: أتحب أن يقال: كسر الله من أمثالك أم كثر الله أمثالك؟ والمسافة كبيرة جداً بينهما، أي تعدد المرادفات في اللغة شيء يلفت النظر، كلمة رأى مثلاً قد تكون هذه الرؤيا قلبية وليست بصرية، تقول: رأيت العلم نافعاً رؤيا قلبية لا بصرية، قد تقول: نظرت إليه شذراً أي مع الاحتقار، قد تقول: لاح شيء أي ظهر واختفى، لمح نظر وأعرض، شخص يمشي في الطريق باب مفتوح لم ينتبه لمح امرأة غض بصره، لاح شيء ظهر واختفى، لاح نجم بين السحب، السحب تمشي بدقيقة واحدة ابتعدت عن النجم فظهر ثم اختفى، رأى غير نظر، الآن حملق من شدة الدهشة ظهر حملاق العين أي باطن الجفن أحمر، حدّج: نظر إلى الشيء مع المحبة، نظر شزراً: رؤية مع احتقار، شخص: مع الخوف، رنا مع السرور، رنوت إلى المنظر، يوجد رنا، وحدج، وبحلق، وحدق، ونظر شزراً، وشخص، يوجد سبعون فعلاً في اللغة العربية كلها تعني النظر، إلا أن كل فعل يعني حالة خاصة من النظر، هذه سموها: اتساع العربية في التعبير.
عظمة اللغة العربية و دقتها :
الذي دعاني إلى طرح هذا الموضوع، قوله تعالى:
﴿ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى ﴾
[ سورة التوبة: ٤٠]
الواو حرف عطف، الآية تقول،
﴿ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا ﴾
شيء بليغ معطوفة، لأننا إذا قرأنا هذه القراءة المعنى فاسد، وجعل كلمة الذين كفروا سفلى بعد أن كانت عليا، وإذا قلنا: وكلمة الله هي العليا بعد أن كانت سفلى مستحيل، وجعل كلمةَ الذين كفروا السفلى وقف. الواو واو الاستئناف، وكلمة الله هي العليا دائماً، أمره هو النافذ، أي شيء لطيف جداً، إنسان يتابع القضايا التي ممكن أن تكون فيها الأشياء مبسطة، كتاب صغير بالسهرة تقرأ صفحة ممكن أن ترى كتاباً لا يحتاج إلى معلم، لكن هذه لغتك لغة القرآن، لغة هذا الدين، وفي بعض الآثار: لغة أهل الجنة، والحقيقة فيها أشياء مدهشة.
أحياناً باللغة العربية يوجد للحرف معنى، الغين كل شيء غاب عنك، غاب، غرق، غيبة، الراء فيها معنى التكرار، جرّ، كرّ، مرّ، الراء المشددة تعطي معنى الاستمرار، القاف تعطي معنى الصدم؛ طرق، لصق. الغريق أول شيء يختفي عن الأنظار، تتالى سقوطه وضعنا الراء، ارتطم بالقاع وضعنا القاف، هناك الاشتقاق الأكبر أي لكل حرف معنى.
في اللغة العربية كل كلمة فيها سين؛ نفس، أنس، حس، الشعور الداخلي يقابله السين، الشيء الغامض الغين، الشيء المتتالي الراء، الشيء الذي يؤدي لاصطدام القاف، لذلك:
﴿إِنّا أَنزَلناهُ قُرآنًا عَرَبِيًّا ﴾
[ سورة يوسف: ٢]
للتوضيح؛ نحن عندنا أصل الجملة مسند ومسند إليه، عندنا في اللغة العربية مفرد أو جملة، هل تصدقون حرفاً واحداً جملة، و ثلاث عشرة كلمة مفردة.
سأضرب مثلاً: لو قلنا: رئيس مجلس إدارة مؤسسة إعادة تسيير الخط الحديدي الحجازي في القطر العربي السوري، كم كلمة؟ ثلاث عشرة مفردة، لم يأت الخبر إذاً لا يوجد إسناد، الأصل في الجملة الإسناد، مسند ومسند إليه، خرج خالد أسندنا الخروج إلى خالد، الجو ممطر أسندنا المطر للجو، قد يكون فعل وفاعل، أو مبتدأ وخبر، إذا لم يكن هناك إسناد لن يكون هناك جملة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة إعادة تسيير الخط الحديدي الحجازي في القطر العربي السوري مفرد، ثلاث عشرة كلمة ولم تخبر عنه، وكلمة قِ هذه جملة، الماضي وقى، والمضارع يقي، والأمر قِ، معنى هذا أنه يوجد فعل وفاعل، أصبحا جملة، فدقة هذه اللغة تقتدي أن تكون اللغة العربية لغة القرآن، لغة هذه الأمة.
مرة كنت في أستراليا وطلب مني أن ألقي محاضرة في أهم مدرسة مدرسة أنشأها أحد ملوك المملكة، هي في الحقيقة جامعة، وفي أستراليا كلهم عرب مسلمون، نزلت إلى قاعة المحاضرات يوجد على الطاولة كرسيان، لمن هذا الكرسي الثاني؟ قالوا: للمترجم، هؤلاء الطلاب لا يفهمون كلمة واحدة من اللغة العربية، وهذه مشكلة الجاليات كلها في العالم، الطفل المسلم يتكلم الإنكليزية فقط.
كنا مرة في فرنسا، سبع و خمسون مدرسة لتعليم أبناء اليهود اللغة العبرية، ومدرستان فقط في فرنسا لتعليم اللغة العربية، مدرستان لعشرة ملايين و سبع و خمسون مدرسة لتعليم اللغة العبرية، فعندما نهمل لغتنا ألغينا انتماء الابن لأمته، وهذه مشكلة الجاليات الأولى في العالم العربي.
حاجة الحياة إلى علم و تخطيط :
أخواننا الكرام؛ الحياة أنا لا أقول معقدة، ولكن ليست سهلة إن لم يكن هناك علم، خطة، تخطيط، إن لم تخطط يخطط لك، الشيء الغريب أن كل البضائع لها سعر محدد، يسمون هذا: العرض والطلب، هذا السعر خاضع للعرض والطلب، ففي عقود التراضي الأصل بالعقد التراضي إلا عقود السلاح عقود إذعان، صاروخ الباتريوت ثمنه يقدر بمليونين و نصف دولار، شيء غير معقول، عقود السلاح عقود إذعان، السلاح إلى ماذا يحتاج؟ يحتاج إلى حرب، ومن أين تأتي الحرب؟ بخلق بؤر توتر في العالم، نقسم الهند إلى هندوس ومسلمين، بنغلادش مسلمون، والهند هندوس، ونبقي إقليم كشمير مسلماً عند الهنود، نشأت حرب دمرت مئتي دبابة، نبقي قطعة من فلسطين مع اليهود، قام في سبع و ستين سنة أربعة حروب أو خمسة استهلكت ثلثي ميرانيات الدول العربية، الحرب هذه خطة الغرب، يبيعك سلاح بعقود إذعان، وليس عقود تراض، والإذعان يحتاج إلى بؤرة توتر، بؤرة في السودان الشمالي والجنوبي.
أنا أذكر مرة وزير خارجية بريطاني غريب تصريحه قال: نحن سبب المشكلات في العالم، يخلق بؤرة توتر، العرب وإسرائيل، السودان الشمالي والجنوبي، هند وبنغلادش، هذه بؤر التوتر في العالم هذه تستدعي شراء السلاح، والسلاح عقوده إذعان، أي عشرة أضعاف، عشرون ضعفاً، مئة ضعف، أحياناً لا تقدر، أنت سوف تنتهي تأخذ عقوداً.
لذلك إن لم تخطط يخطط لك، إن لم تصح تكن رقماً تافهاً في خطة عدوك.
بطولة الإنسان أن يعد لساعة الموت عدتها :
أنا أقول: الإنسان له دائرة يملكها، ودائرة لا يملكها، كل شخص منكم يملك نفسه، بيته، عمله، هذه الدوائر الثلاث يملكها، نقول له: أقم أمر الله فيما تملك يكفك ما لا تملك، القضية خطيرة، عشنا، كبرنا، متنا، ماذا بعد ذلك؟ هذه النهاية، يموت معظم الناس دون أن يشعر.
يقول لك: أنا درست في القاهرة، وأنا الآن مهندس، يتكلم عن واقعه، وعن ماضيه، لكن لا يوجد واحد بالألف يعيش المستقبل، إذا الإنسان عاش المستقبل، ما أخطر حدث في المستقبل؟ مغادرة الدنيا إلى قبر، جالس في منزل، غرفة نوم، صالون، غرفة جلوس، شرفة مطلة على منظر جميل، عندك زوجة تحبها وتحبك، أولاد، بنات، أهل، أقارب، لقاءات، سهرات، نزهات، اجتماعات، طعام، شراب، ثياب، أعياد، من هذه الحالة إلى القبر، من هو الذكي؟
أعرف شخصاً بفترة معينة كان البيت في الشام سعره ستة ملايين أصبح عشرة ملايين، ثمن بيته في ذلك الوقت كان مئة و ثمانين مليوناً، هو والد صديقي، توفي بأيام مطيرة، أنا كنت مع المشيعين في الجنازة، في أحد مقابر دمشق الكبرى اشتروا قبراً فتحوه يوجد مياه سوداء، أي مياه المجاري تسربت إلى القبر، سألوا ابنه؟ قال: ماذا يمكننا أن نفعل ضعوه، أنا أعرف بيته، سعره مئة و ثمانون مليوناً، جناح شرقي، جناح غربي، الثريات شيء لا يصدق، هو تاجر تحف، وغني كبير، فبيته من التحف، والله عنده فازات طولها حوالي المترين تقريباً، سعر كل فاز بالمليون، فهذا الشخص كان مصيره بقبر فيه مياه سوداء.
أنا أقول: كل ذكائنا وعقلنا وبطولتنا في المستقبل، في المصير، عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبق لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت، والله يا أخوان منتهى العقل والذكاء والتوفيق والنجاح والفلاح أن نعد لهذه الساعة التي لابد منها، هل يستطيع الإنسان أن يقول: أنا لا أموت؟ لا يستطيع.
مرة كنت بأمريكا ولي صديق كبير جراح قلب، كنت عنده بالعيادة، فوجدت حائطاً كبيراً فيه رف من الحائط للحائط كله أضابير، قلت له: ما هذا؟ قال لي: هؤلاء مرضاي الذين توفوا بالقانون الأمريكي يجب أن يحتفظ بالإضبارة خمس سنوات، لو خطر لابنه أن يقيم دعوى على الطبيب أنه لم يعالجه معالجة جيدة تكون الغرامات سبعون مليوناً، فالأطباء يؤمّنون، أولاً لا يوجد طبيب لا يؤمِّن ضد دعوى اتهامه بعدم الدقة في معالجة المرضى، ويبقي الأضابير، سألته سؤالاً: أنت طبيب قلب وتعالج شخصاً معه مرض قلب، ما الملاحظات العامة؟ قال لي: انهيار كامل، فإذا الشخص لم يدخل الآخرة في حسابه ورأى نفسه أصيب بمرض عضال احتمال أن ينقله إلى القبر، ينهار كلياً مقابل هذا الشيء.
والله أعرف شخصاً لا يوجد شاب من الأسرة الكبيرة إلا وزوجه على حسابه، هو غني كبير، أحب أن ينفق هذا المال، هذا الشخص متى مات؟ مات ليلة القدر وهو يقرأ القرآن، أحد علماء مصر عبد الحميد الكشك كان دعائه دائماً: يا رب خذني وأنا ساجد، وفعلاً في أحد الأيام قبل أن يصعد المنبر صلى ركعتي السنة وتوفي وهو ساجد.
أنا أقول: أدخل المستقبل في حسابك أنك سوف تغادر، بيتي واسع لكن يوجد قبر، هذه غرفة جميلة لكن يوجد قبر، أنا أرى البطولة والذكاء أن تعد لهذه الساعة التي لابد منها. هذه لا تلغي الدراسة، ولا تلغي إنشاء معمل، ولا كسب المال، كله مسموح لكن وفق المنهج.
فالإنسان يدخل موضوع الموت في حسابه، لذلك من السنة النبوية أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يضطجع بين السنة والفرض ويتفكر في الموت، أكثروا ذكر هادم اللذات، مفرق الأحباب، مشتت الجماعات، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارق، واعمل ما شئت فإنك مجزي به.
العاقل من يدخل الموت في حساباته :
أنا أريد في هذا اللقاء الطيب أن تدخل الموت في حسابك، تعمل وتؤسس معملاً، عفواً والله يوجد ملمح في الحديث شيء لا يصدق قال صلى الله عليه وسلم:
(( إذا قامت الساعة..))
يوم القيامة انتهى كل شيء:
(( وفي يد أحدكم فسيلة - النخلة الصغيرة - فليغرسها))
[البزار في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه ]
وفي يد أحدكم غرسة فليغرسها، هل يوجد أبلغ من هذا الكلام بعملك؟ بإنجازك؟ بصناعتك؟ بزراعتك؟ بوظيفتك؟ لكن لا تنس الموت، الموت أدخله في حساباتك.
نحن عندنا بالشام يوجد نعوات، سألت مرة أحد الموظفين في دفن الموتى: كم حالة وفاة بالشام كل يوم؟ قال لي: مئة تقريباً، كم نعوة؟ خمسون، أي نصف الأسر التي توفي أحد أقاربها تقوم بصنع نعوة على الحائط ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا وسيتخطى غيرنا إلينا فلنتخذ حذرنا.
فلان مات - رحمة الله عليه - هذا عميد أسرتهم، هذا الطبيب، هذا المحامي، كل يوم يوجد خمسين نعوة بالشام مكتوبة على الأعمدة والجدران، ولابد من يوم يقرأ الناس نعوتك، هذا اليوم هو أخطر يوم بحياتك، فكر فيه، أعد له العدة.
والله يا أخوان أنا لا أتكلم من فراغ، الموت كأنه لا يدخل بحساب الناس كلياً، لخصت حياة الغرب: زرت أمريكا عدة مرات لخصتها بما يلي: هناك الأشخاص يعيشون لحظتهم فقط، والهدف هو الرفاه، أما موت، جنة، نار، آخرة، حساب، عذاب، فهذا كله لا يدخل بحساباتهم.
مرة قال لي شخص جالس بجلسة، فيها خمسون شخصاً، ببيت كبير جد بالصيف، دعوة سهرة، يبدو أنه صديق أحد المدعوين، لكن أغلب الظن كان ملحداً، قال لي: تقول إن المؤمن سعيد لكنه ليس سعيداً، قلت له: كيف؟ قال سوف أقول لك، إذا كان هناك موجة حر شديدة سوف يتحملها المؤمن، وإذا كان هناك موجة غلاء أيضاً سوف يتحملها، ليس له ولا ميزة، قلت له: إذا شخص عنده خمسة أولاد، ودخله أربعة ألاف ليرة لا يكفيه ثمن خبز، ويسكن ببيت غرفة واحدة أجرة، قال لي: نعم، قلت له: عنده عم يملك خمسين مليوناً وليس عنده أولاد، قال: نعم، قلت له: مات بحادث ماذا حدث؟ أخذ هو الخمسين مليوناً، هذا الشخص، هذا الفقير عندما مات عمه وليس عنده أولاد، ومعه خمسون مليوناً، انتقلت كلها لهذا الشخص، هذا متى يقبضها؟ يحتاج إلى سنة معاملات، وحصر إرث، وإجراءات معقدة جداً بالعالم كله، لماذا في هذا العام الذي بين موت عمه وبين قبض المبالغ أسعد إنسان؟ قال لي: فعلاً سعيد، إن رأى سيارة فخمة يقول: سوف آخذها أو فيلا فخمة، دخل بالوعد، اسمع القرآن:
﴿أَفَمَن وَعَدناهُ وَعدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقيهِ كَمَن مَتَّعناهُ مَتاعَ الحَياةِ ﴾
[ سورة القصص: ٦١]
من هو المؤمن؟ إذا كان هناك موجة غلاء يتحملها، صحيح إذا كان هناك موجة حر يتحملها مثله مثل الناس لكن هو موعود بالجنة، هذا الوعد بالجنة يمتص كل متاعبه:
﴿أَفَمَن وَعَدناهُ وَعدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقيهِ كَمَن مَتَّعناهُ مَتاعَ الحَياةِ الدُّنيا ثُمَّ هُوَ يَومَ القِيامَةِ مِنَ المُحضَرينَ﴾
[ سورة القصص: ٦١]
فالموضوع والله خطير يا أخوان، موضوع سعادة أو شقاء، موضوع أبد، مليار سنة، أكبر أكبر رقم تتصوره إذا نسب للانهاية صفر، الله وعدك بجنة للأبد، هذه لا نضحي فيها من أجل عشر سنوات، من أجل شهوات طارئة.
ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها: والآية تقول:
﴿أَفَمِن هذَا الحَديثِ تَعجَبونَ*وَتَضحَكونَ وَلا تَبكونَ﴾
[ سورة النجم: ٥٩-٦٠]
كل شخص منا يوجد لحظة سوف يغادر الدنيا فيها، متى؟ لا نعرف، فالبطولة أن تستعد لها.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
مواضيع مماثلة
» مقدمة -1- معرفة السيرة النبوية فرض عين على كل مسلم
» كليات الدين .
» تطابق المعطيات العلمية مع حقيقة هذا الدين.
» الاتجاهان الانتقائي و التوثيقي و التأويل أخطر شيء في الدين
» "لا يَستطيع أحد أن يُنكر الأثر البالغ لوسائل الإعلام على الفرد والمجتمع، فهناك ما يشبه الإجماع على أن في وسع وسائل الإعلام أن تنهض بالشعوب في مجال التعليم من أدنى الدرجات إلى أرفعها،
» كليات الدين .
» تطابق المعطيات العلمية مع حقيقة هذا الدين.
» الاتجاهان الانتقائي و التوثيقي و التأويل أخطر شيء في الدين
» "لا يَستطيع أحد أن يُنكر الأثر البالغ لوسائل الإعلام على الفرد والمجتمع، فهناك ما يشبه الإجماع على أن في وسع وسائل الإعلام أن تنهض بالشعوب في مجال التعليم من أدنى الدرجات إلى أرفعها،
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى